الملخص التنفيذي
يوثق تقرير “حياة تذوي” انتهاكات أطراف النزاع في اليمن للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، خلال عام 2018. وثقت “مواطنة” هذه الانتهاكات استناداً إلى أبحاث ميدانية استقصائية في 20 محافظة يمنية، وقد أجرت “مواطنة” ما لا يقل عن 2065 مقابلة باللغة العربية هذا العام مع ضحايا، وذوي ضحايا، وشهود عيان، وعاملين في المجال الطبي والإنساني. وهو التقرير(السنوي) الثاني الذي تصدره مواطنة لحقوق الإنسان.
يتكون هذا التقرير من ثلاثة أبواب رئيسية:
- الباب الأول: اليمن في ضوء القانون الدولي
يتناول هذا الباب النزاع في اليمن في ضوء القانون الدولي. حيث يوفر القانون الدولي الإنساني الحماية للمدنيين والأفراد غير المقاتلين من آثار الحرب. وقد وثقت “مواطنة” خلال عام 2018 كثيراً من العمليات القتالية التي لم تلتزم بالقواعد الأساسية لقوانين الحرب مثل “حصانة المدنيين” و”التمييز”. ويظل القانون الدولي لحقوق الإنسان ساري المفعول أثناء النزاعات المسلحة.
- الباب الثاني: أنماط الانتهاكات والاعتداءات في عام 2018
استمرت أطراف النزاع خلال عام 2018 بتقويض حياة المدنيين، بواسطة الغارات الجوية وقذائف المدافع والدبابات، التي قتلت وجرحت المدنيين بشكل عشوائي وغير متناسب، كما استمرت زراعة الألغام المضادة للأفراد، وتواصلت عمليات تجنيد الأطفال واستغلالهم بطرق مختلفة، وبدأت حالات العنف الجنسي تطفو على السطح.
وتعرض مواطنون مدنيون للاحتجاز والمحاكمة على خلفية معتقداتهم الدينية، كما تعرض آخرون للاحتجاز بسبب عملهم في مجال الإعلام، ومدنيون آخرون احتجزتهم أطراف النزاع بسبب انتمائهم إلى مناطق تقع تحت سيطرة الأطراف الأخرى، ووصل الحال إلى حد احتجاز مواطنين بسبب ألقابهم وانتمائهم إلى عائلات معينة. كما يستمر الاعتقال والاحتجاز لفترات طويلة دون محاكمة أو تهمة واضحة، وتعرض عدد من المعتقلين للاختفاء القسري والتعذيب المفضي في بعض الحالات إلى الوفاة، ورغم أن غالبية من تعرضوا للاحتجاز كانوا من الرجال، فإن النساء أيضاً تعرضن للاحتجاز والمعاملة السيئة والحكم بالإعدام بتهم غير مثبتة وبمحاكمات غير عادلة.
تعرضت عدد من المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية لهجمات مباشرة شنتها جميع الأطراف، في النزاعات التي تشهدها مناطق عدة في مختلف أنحاء اليمن، تضمنت الهجمات الجوية والبرية. واستُخدمت بعض المدراس لأغراض عسكرية.
كما استمرت أطراف النزاع باستخدام التجويع كسلاح حرب، وعرقلت أو منعت وصول المساعدات الإنسانية. وفي الوقت نفسه استمرت الممارسات التي تحدّ من قدرة المواطنين على التنقل بين مناطق البلاد المختلفة، ليس فقط في خطوط التماس بين أطراف النزاع، ولكن داخل منطقة كل طرف، حيث تمارس نقاط التفتيش عمليات الفرز بالهوية للمسافرين.
شهدت اليمن خلال زمن الحرب تفشي الأساليب القمعية والممارسات العنيفة ضد من يشارك في التجمعات والتظاهرات السلمية، وخضعت حرية التعبير ووسائل الإعلام في اليمن -بشكل خاص- لأنماط شتّى من الانتهاكات والاعتداءات الإنسانية، مثل الاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والاعتداء بالضرب والإهانة، ومداهمة المقارّ الصحفية وإحراقها. وأصبح العمل في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات العامة في اليمن ضمن دوائر الخطر البالغ، وقد تعرض بعض العاملين في مجال حقوق الإنسان للاحتجاز.
بالإضافة إلى ذلك كله، استمرت ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية داخل الأراضي اليمنية، وقد أسفرت هذه الهجمات عن سقوط كثير من المدنيين بين قتيل وجريح.
يقدم هذا الباب في 12 فصلاً وقائع موثقة لهذه الانتهاكات، وتم تقسيم الفصول كالتالي:
الفصل الأول: الهجمات الجوية
في عام 2018، وثقت “مواطنة” ما لا يقل عن 150 هجمة جوية على مدنيين و/أو أعيان مدنية شنّها التحالف بقيادة السعودية والإمارات في 11 محافظة يمنية، هي: حجة، الحديدة، أمانة العاصمة (صنعاء)، محافظة صنعاء، الجوف، صعدة، البيضاء، عمران، إب، تعز، لحج. وقد راح ضحية هذه الهجمات ما لا يقل عن 375 مدني بينهم 165 طفلاً و50 امرأة، وجُرح 427 آخرون بينهم 172 طفلاً و 55 امرأة.
الفصل الثاني: الهجمات البرية
خلال عام 2018 وثقت “مواطنة” 87 واقعة هجوم بري عشوائي راح ضحيته 124 قتيلاً، بينهم 6 نساء، و52 طفلاً، وجُرح ما لا يقل عن 284 مدنياً بينهم 35 امرأة و120طفلاً. حدثت هذه الوقائع في ثمان محافظات يمنية: الحديدة، تعز، صعدة، لحج، حجة، الجوف، عدن، مأرب. تتحمل جماعة أنصار الله المسلحة (الحوثيون) المسؤولية عما لا يقل عن 49 واقعة، وتتحمل القوات الموالية للتحالف والرئيس هادي المسؤولية عما لا يقل عن 26 واقعة أخرى. كما تقع المسؤولية المشتركة عن خمس وقائع على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، فيما لم تتمكن “مواطنة” من تحديد الطرف المنتهك في 7 وقائع أخرى.
الفصل الثالث: استخدام الألغام
وثقت “مواطنة” خلال عام 2018، قرابة 52 واقعة انفجار ألغام أرضية في محافظات: الجوف، شبوة، صعدة، البيضاء، تعز، لحج، حجة، الحديدة، مأرب. تسببت في مقتل ما لا يقل عن 60 مدنياً، بينهم ثمان نساء و26 طفلاً، وجرح ما لا يقل عن 51 آخرين، بينهم 12 امرأة و21 طفلاً. وتقع مسؤولية زرع هذه الألغام -فيما لا يقل عن 49 واقعة- على أنصار الله (الحوثيين). ولم تتمكن “مواطنة” من تحديد هوية المنتهك في ثلاث وقائع.
الفصل الرابع: تجنيد واستخدام الأطفال
وثقت “مواطنة” خلال عام 2018، حالات تجنيد واستخدام لـ 1117 طفلاً على الأقل. ومن خلال 689 مشاهدة ومقابلة وجدت “مواطنة” أن 72% من هؤلاء الأطفال جنّدهم أنصار الله (الحوثيون). وتركزت هذه النسبة في محافظات صنعاء وصعدة والحديدة والجوف وحجة. ووصلت نسبة الأطفال الذين جنّدتهم القوات الإماراتية بالوكالة (قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية) إلى 17%، وتركزت هذه النسبة في محافظات أبين، ولحج، وعدن، وحضرموت. كما وثقت “مواطنة” 11% من الأطفال الذين جنّدتهم القوات الموالية للرئيس هادي ومجموعات المقاومة. وتركزت هذه النسبة في محافظات البيضاء، والضالع، والحديدة، وأبين. ووثقت “مواطنة” تجنيد طفلين لدى الجماعات الجهادية في محافظتي البيضاء وحضرموت.
الفصل الخامس: الاحتجاز التعسفي
خلال عام 2018، وثقت مواطنة لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 224 واقعة احتجاز تعسفي، يتحمل أنصار الله (الحوثيون) مسؤولية ما لا يقل عن 132 منها في 11 محافظة يمنية: (إب، تعز، أمانة العاصمة (صنعاء)، حجة، صعدة، عمران، الحديدة، محافظة صنعاء، ذمار، المحويت، البيضاء). وتتحمل قوات موالية للرئيس هادي والمقاومة الشعبية المسؤولية عن 59 واقعة في محافظات: مأرب، تعز، الجوف، حضرموت. كما تتحمل قوات الأحزمة الأمنية، والنخب الحضرمية والشبوانية (القوات الإماراتية بالوكالة)، والقوات الخاصة، وقوات مكافحة الإرهاب، وقوات الطوارئ، والأجهزة الأمنية، وقوات ألوية الدعم والإسناد، تتحمل جميعاً المسؤولية عن 33 واقعة في محافظات عدن، ولحج، وشبوة، وأبين، وحضرموت.
الفصل السادس: الاختفاء القسري
وثقت “مواطنة” ما لا يقل عن 203 واقعة اختفاء قسري، خلال عام 2018، منها ما لا يقل عن 112 واقعة حدثت في المناطق الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة موالية للتحالف بقيادة السعودية والإمارات والرئيس عبد ربه منصور هادي، في محافظات عدن، والجوف، ولحج، وتعز، ومأرب. و91 واقعة أخرى في مناطق خاضعة لسيطرة أنصار الله (الحوثيين) في الحديدة، وتعز، وصنعاء، وإب، وحجة.
الفصل السابع: التعذيب
خلال عام 2018 وثقت “مواطنة” 62 واقعة تعذيب، منها ما لا يقل عن 45 واقعة ارتكبتها قوات الأحزمة الأمنية، والنخبة الحضرمية والشبوانية (قوات إماراتية بالوكالة)، وقوات موالية للرئيس هادي في خمس محافظات: أبين، شبوة، تعز، عدن، حضرموت. كما وثقت “مواطنة” تعذيب 11 صياداً، بينهم طفل، في مدينة جازان السعودية، بعد اعتراضهم ونقلهم من قبالة سواحل ميدي بمحافظة حجة. وقد أفضت أربع وقائع تعذيب إلى وفاة 4 ضحايا على الأقل. يتحمل أنصار الله (الحوثيون) المسؤولية في وفاة ضحيتين، فيما تقع المسؤولية في وفاة الضحيتين الأخريين على القوات الموالية للرئيس هادي والقوات الإمارتية بالوكالة.
تم توثيق 17 واقعة على الأقل ارتكبها أنصار الله (الحوثيون) في خمس محافظات يمنية هي: صنعاء، تعز، الحديدة، إب، صعدة.
الفصل الثامن: العنف الجنسي
وثقت مواطنة لحقوق الإنسان سبع وقائع عنف جنسي كان ضحاياها ثمانية أطفال. تتحمل القوات الموالية للتحالف بقيادة السعودية والإمارات والرئيس هادي المسؤولية في حالات عنف جنسي ضد 6 أطفال، كما يتحمل أنصار الله (الحوثيون) المسؤولية في حالات عنف جنسي ضد طفلين.
الفصل التاسع: الاعتداء على المدارس
خلال عام 2018، وثقت “مواطنة” مما لا يقل عن 60 واقعة اعتداء أو استخدام للمدارس، منها واقعتا هجوم جوي، 22 واقعة احتلال و36 واقعة لأشكال أخرى من هذا الاعتداء كاقتحام واستخدام المدارس لأغراض عسكرية. ويتحمل أنصار الله (الحوثيون) المسؤولية فيما لا يقل عن 52 واقعة، كما يتحمل التحالف بقيادة السعودية والإمارات وقوات موالية للتحالف والرئيس هادي (كألوية العمالقة وقوات اللواء 22 ميكا وقوات اللواء 17 مشاة وقوات اللواء 35 مدرع وكتائب أبي العباس “المقاومة الشعبية”) المسؤولية في ثمان وقائع أخرى على الأقل.
الفصل العاشر: الاعتداء على المستشفيات
خلال عام 2018، وثقت مواطنة لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 16 هجمة تعرضت لها مستشفيات ومراكز صحية وطواقم طبية. تسبب أنصار الله (الحوثيون) في ما لا يقل عن أربع وقائع منها في محافظتي تعز وإب، بينما تتحمل جماعات المقاومة الشعبية “كتائب أبي العباس” وأفراد اللواء 62 مسؤولية 7 وقائع في محافظة تعز، فيما تتحمل “القاعدة في الجزيرة العربية” المسؤولية في واقعة واحدة، في حين تتحمل “القاعدة في الجزيرة العربية” و”كتائب أبي العباس” المسؤولية المشتركة عن واقعة أخرى في محافظة تعز. ويتحمل التحالف بقيادة السعودية والإمارات مسؤولية واقعتين في أمانة العاصمة (صنعاء) ومحافظة حجة. فيما لم تتمكن “مواطنة” من تحديد هوية المنتهك في واقعة واحدة في محافظة الحديدة.
الفصل الحادي عشر: منع وصول المساعدات الإنسانية
وثقت “مواطنة” خلال عام 2018، ما لا يقل عن 74 واقعة منع وصول مساعدات إنسانية؛ 62 واقعة يتحمل أنصار الله (الحوثيون) مسؤوليتها في محافظات المحويت، صعدة، الحديدة، ذمار، إب، الجوف، ريمة.
فيما تتحمل “المقاومة الشعبية” والقوات الموالية للرئيس هادي المسؤولية عن 6 وقائع تركزت في محافظتي صعدة وحجة. بينما تقع المسؤولية على التحالف بقيادة السعودية والإمارات في 6 وقائع حدثت في محافظتي صعدة وشبوة.
الفصل الثاني عشر: هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية
وثقت “مواطنة” ست ضربات أمريكية بدون طيار في عام 2018 أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 17 مدنياً. كما قتل في هذه الهجمات أربعة آخرين، بينهم طفل، وجُرح طفل آخر، يبدو أنهم كانوا مسجلين في الجيش اليمني الحليف للولايات المتحدة، على الرغم من أن بعضهم لم يشارك في النزاع الحالي وربما كانوا مدنيين وقت الهجوم. كما أصيب عضو واحد كان ما يبدو من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد وقعت الهجمات في محافظات شبوة والبيضاء والجوف. وقد أجرت “مواطنة” أكثر من 15 مقابلة مع ضحايا وأقارب ضحايا وشهود من المناطق التي وقعت فيها الهجمات، فضلاًعن قيامها بزيارات ميدانية وتحليل لمخلفات الأسلحة.
الباب الثالث: تقويض الحقوق والحريات، ويتضمن هذا الباب أربعة فصول:
الفصل الأول : الصحافة
وثقت “مواطنة” خلال عام 2018، ثمان وقائع انتهاك طالت 27 صحفياً ومؤسسة نشر صحفية، خمس من هذه الوقائع ارتكبها أنصار الله (الحوثيون)، تتضمن احتجاز 3 صحفيين واختفاء 2 آخرين، وثلاث وقائع انتهاك في المناطق التي تخضع لسلطة الرئيس هادي.
الفصل الثاني: التجمع السلمي
وثقت “مواطنة” خلال 2018 ثلاثة نماذج لحملات قمع بأساليب جديدة بحق تجمعات سلمية ومظاهرات مطلبية لمواطنين يمنيين، اثنتين منها في العاصمة صنعاء، وواحدة في مدينة المكلا جنوب شرقي البلاد.
الفصل الثالث: الأقليات الدينية
وثقت “مواطنة” خلال عام 2018، واقعتي احتجاز تعسفي ارتكبهما أنصار الله (الحوثيون)، مرتبطة على ما يبدو بالمعتقدات الدينية للأفراد: إحداها بحق عبدالله العلفي، أحد أفراد الطائفة البهائية. والأخرى بحق يوسف سعيد الناعظي من الطائفة اليهودية في اليمن.
الفصل الرابع: التنقل
خلال عام 2018، وثقت “مواطنة” 10 وقائع طالت حق المدنيين في التنقل، سواء داخل بلدهم من قبل أنصار الله (الحوثيون)، أو القوات والجماعات التابعة لحكومة هادي وللتحالف بقيادة السعودية والإمارات، وجماعات مسلحة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك الحركة خارج البلاد التي يفرضها التحالف على مختلف مطارات اليمن والمعابر الحدودية. لقد انخفضت قدرة الناس على التحرك بحرية داخل وخارج اليمن بشكل كبير خلال النزاع، مما كان له تأثير كبير على المدنيين والحياة المدنية.