قصة حقيقية تروي مقتل طفلتين إثر قصف التحالف العربي
أنا من الذين تجذبهم ملابس الأطفال الصغار ، روعتهم تجبرني على إصدار أصوات إعجاب يبتسم من يسمعها ، لذا عندما تزوجت وأصبحت أماً لفتاتين جميلتين شعرت أن الكون لا يسع سعادتي ، زينب ست سنوات وندى أربع سنوات وفي الحقيقة ان وجودهن يمثل لي مئات السنوات السعيدة ، الأطفال يعيدون للوالدين سحر البدايات ، أطفالنا نافذة جديدة للحياة من خلالها يكون بوسعنا الاستمتاع مجدداً بلذة المرة الأولى ، فيتغير مفهومنا للابتسامة بعد أول ابتسامة لطفلنا ، كل أب وأم له حكاية عشق مع أطفاله وصدقوني أن كل حكاية في حد ذاتها فريدة ومميزة ، ووجود زينب وندى مكنني من التحليق عالياً حتى بأحلامي ، حرصت انا ووالدهما ان نحقق لهن أفضل ما نستطيع رغم صعوبة الوضع في اليمن بسبب الحرب والحصار ، ومع اقتراب العيد كان شراء ملابس جديدة لهُن انجازاً كبيراً لأن العيد الماضي لم نستطع ذلك ، فكانت فرحة زينب وندى بملابس العيد كبيرة جداً هذه المرة ، وكانتا تطلبان مني تجربة فساتينهن الجديدة أكثر من مرة فهن لا يستطعن الانتظار حتى يوم العيد وكنت اسمح لهن بارتداء فساتين العيد وابتسم وأنا اسمع همساتهن وتخيلهن لردة فعل صديقاتهن عندما يشاهدنهن بالفساتين الجديدة ، تبقى للعيد خمسة ايام فكان لا بد علي ان ابدأ بتجهيز المنزل ، في الصباح خرج زوجي ليبحث عن عمل وانا بدأت بتنظيف وتجهيز المنزل وعصفورتاي زينب وندى خرجتا إلى فناء المنزل تلعبان بالأرجوحة وفجأة سمعنا صوت طائرة يقترب بشكل كبير جداً بعدها فقدت وعيي ، استيقظت في المستشفى ليحدثني زوجي وهو يبكي أن علي توديع زينب وندى فقد قتلتا بسبب صاروخ اطلقته طائرة تابعة للتحالف العربي مستهدفة منزلاً بجوارنا فتطاير الحطام مدمراً منزلنا وأحد الأعمدة الخرسانية هشم جسد طفلتيّ وهما تلعبان بالأرجوحة ، من هول الصدمة لم يستطع عقلي استيعاب الأمر فأنا استيقظت من غيبوبتي في المستشفى لأدخل كابوساً بشع ، زينب وندى قتلتا بدون ذنب وفاجعة فقدي لهما مزقت روحي ، أسرتي والأطباء يحاولون معالجتي جسديا ، رأسي دائماً يؤلمني وأذناي أيضا وهو ما خفف قدرتي على السمع ، ولكن ماذا عن روحي من سيستطيع معالجة روحي؟ كيف ستكون حياتي بدون زينب وندى؟