يمنيّون يخاطبون أعضاءً في الكونغرس الأميركي ويطالبونهم بالمساعدة لإنهاء الحرب خلال جلسة استماعٍ غير مسبوقة

المتوكل: بينما تصارع الدول لمحاربة جائحة كورونا وتسعى للاستجابة إلى حاجات المجتمعات، يدخل اليمن عامه السادس من حربٍ أنهكت ودمّرت نظامه الصحّي.

April 28, 2020

28 أبريل/نيسان 2020

قدّمت رئيسة منظّمة “مواطنة لحقوق الإنسان”، رضية المتوكل، والباحث الأوّل في “مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجيّة”، عبد الغني الإرياني، إحاطَتين حول الأوضاع الميدانيّة والسياسيّة والإنسانيّة في اليمن أمام أعضاء في الكونغرس الأميركي، عبر اتّصال فيديو مباشر، الثلاثاء 28 نيسان/ابريل، 2020.

وكانت “لجنة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي”، التابعة للجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النواب الأميركي، دعتهما إلى جلسة استماع خاصّة باليمن، مع العلم أنّها المرّة الأولى التي يدعو فيها الكونغرس الأميركي أكثر من خبير/ة يمني واحد إلى الجلسة نفسها للحديث أمام أعضاء اللّجنة.

أضاء المتحدّثان اليمنيّان خلال الجلسة على مسائل عدّة، مثل تداعيات فايروس كورونا على اليمن، والأزمة الإنسانيّة التي ترزح تحتها البلاد، وتبعات الإعلان السعودي الأحادي الجانب عن وقف إطلاق النار قبل أسابيع قليلة، والدور الذي يمكن الولايات المتّحدة الأميركيّة أن تؤدّيه لدفع أطراف النزاع باتّجاه اتّفاق سياسي.

الجلسة هي الأولى التي تنظّمها اللّجنة المذكورة بعد توقّف أعمال الكونغرس بسبب فايروس كورونا في شهر آذار/مارس الماضي. ومن الجدير بالذكر أنّ اختيار اللّجنة التركيز على اليمن في جلساتها الأولى له أهميّة بالغة لناحية الموضوع والتوقيت، في ظلّ التصعيد الأخير الذي يشهده اليمن ومخاوف انتشار كورونا الذي يفاقمه واقعُ تدهور البنى الصحيّة في البلاد نتيجة الاعتداءات المتتالية التي تعرّضت لها المستشفيات والطواقم الطبيّة خلال سنوات الحرب الخمس الماضية.

في هذا الإطار، ذكّرت رضية المتوكل في مداخلتها بأنّه “وبينما تصارع الدول لمحاربة جائحة كورونا وتسعى للاستجابة إلى حاجات المجتمعات وضمان قدرة المستشفيات على معالجة جميع المُصابين، يدخل اليمن عامه السادس من حربٍ أنهكت ودمّرت نظامه الصحّي”.

أمّا عبد الغني الإرياني، فتطرّق أمام اللّجنة إلى ما يمكن الولايات المتّحدة القيام به في السياق الحالي، قائلاً إنّ “على الولايات المتّحدة وغيرها من الدول الكبرى أن تدعم مقاربةً دبلوماسيّةً تعترف، بموازاة عملها على توحيد البلاد ومؤسّساتها المركزيّة، بتعدديّة الأصوات الموجودة في اليمن. على هذه الدول اقتراح تأليف حكومة وحدة وطنيّة قائمة وبوضوح تام على مبدأ اللامركزيّة في الحكم.”

وقد حذّر الإرياني من “أنّ المجتمع الدولي قد خذل اليمن”.

شدّد كلا المتحدّثَين، المتوكل والإرياني، أمام أعضاء اللّجنة، على ضرورة أن يستخدم الكونغرس الأميركي قدرته على التأثير لدفع أطراف النزاع إلى التفاوض والوصول إلى اتّفاق سياسي، ولوقف إيقاد الحرب عبر بيع الأسلحة وغيره من أشكال الدعم العسكري للحرب.

إلى ذلك، أشارت المداخلات إلى وجوب عدم سحب الولايات المتّحدة تمويلها للمساعدات الموجّهة إلى اليمنيّين في هذه المرحلة الدقيقة وضرورة أن تدعم عمليّات الاستجابة الإنسانيّة في مختلف أنحاء اليمن من أجل التخفيف من النتائج المأسويّة التي سيخلّفها فايروس كورونا فيما لو انتشر في البلاد، حيث المدنيّون هم أصلاً بحاجة إلى مساعدات إغاثيّة إنقاذيّة، وبشكل يومي.

وكان للمتوكل تعليق في هذا الصدد، إذ قالت “إنّ القرار الأميركي بسحب تمويل المساعدات الإنسانيّة في وقتٍ اليمنيّون هم بأمسّ الحاجة إليها من شأنه أن يضاعف المأساة أكثر. فوقفُ الدعم المادّي الآن لن يعاقب المسؤولين الحوثيّين بقدر ما سيعاقب المدنيّين اليمنيّين القابعين أصلاً في أوضاع شديدة الصعوبة والهشاشة.”

بالإضافة إلى كونها جلسة الخبراء الأولى التي يدعو الكونغرس أكثر من متحدّث/ة يمني واحد إليها، هي الجلسة الثانية التي تدعو فيها “لجنة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي” خبير/ة يمني لتقديم شهادته أمام أعضائها، وهي المرّة الثالثة التي يتحدّث فيها خبير/ة يمني أمام لجنة في الكونغرس.

إن دلّت جلسة الاستماع هذه على شيء، فهو على أنّ الحرب والأزمة الإنسانيّة في اليمن ما زالا محور اهتمام دولي، على رغم طغيان جائحة كورونا على الأجندات والنقاشات العالميّة. وقد جاءت مداخلتَي المتوكل والإرياني لتثبتا أنّ اليمن لا يمتلك ترف الانتظار إلى أن تعود الأمور إلى مجراها ليستكمل كفاحه من أجل إنهاء الحرب والمأساة الإنسانيّة المستمرّة.