قالت رضية المتوكل رئيسة مواطنة لحقوق الانسان : ” تتعرض حرية الصحافة والتعبير لانتهاكات خطيرة من خلال الاعتداء على الصحفيين وترويعهم، وفرض قيود جديدة عليهم أثناء ممارسة عملهم، وقد زادت هذه الانتهاكات بالتزامن مع تخلي الحكومة عن مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية ، وغياب الضمانات الكافية لممارسة العمل الصحفي بحرية ” ..
دانت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون ووسائل الإعلام، من قبل مسلحين، ينتمون في الأغلب الأعم لجماعة أنصار الله (الحوثيون)، وتشمل ترويعهم أو توقيفهم، وفرض قيود على ممارسة عملهم الصحفي، أو منعهم من ذلك، أو مداهمة مقرات عملهم ، وقالت أن هذه الانتهاكات تمثل خرق للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، وللمادة التاسعة عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ودعت المنظمة، جماعة أنصار الله (الحوثيون)، باعتبارها سلطة الأمر الواقع، والأجهزة الحكومية،والرئيس هادي إلى تحمل المسؤولية تجاه تلك الانتهاكات وضمان عدم تكرارها.
وقالت رضية المتوكل رئيسة مواطنة لحقوق الانسان : ” تتعرض حرية الصحافة والتعبير لانتهاكات خطيرة من خلال الاعتداء على الصحفيين وترويعهم، وفرض قيود جديدة عليهم أثناء ممارسة عملهم، وقد زادت هذه الانتهاكات بالتزامن مع تخلي الحكومة عن مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية ، وغياب الضمانات الكافية لممارسة العمل الصحفي بحرية ” .
وأضافت المتوكل ” تتزايد الانتهاكات وتتراجع الحريات الصحفية وحرية التعبير في اليمن ، في المرحلة التي تتطلب حضوراً كثيفاً لوسائل الإعلام لأداء وظيفتها الرقابية الحيوية في مختلف جوانب الحياة العامة، وعليه يجب على كل من سلطة الأمر الواقع وسلطة الدولة الرسمية الكف عن ممارسات القمع ، وخلق قطيعة مع هذا السلوك الموروث “.
.
وقال رئيس تحرير موقع نيوزيمن الاخباري الصحفي عبدالستار بجاش لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان، أن مسلحين يتبعون جماعة الحوثي اقتادوه من على حافلة نقل عامة، في شارع هائل يوم السبت 25 أكتوبر2014، بعد أن وشى به سائق الحافلة بأنه سب “انصار الله” فقاموا بإنزاله من الحافلة ، قال بجاش : “اقتادوني تجاه مسلحين من الجماعة كانا على رصيف الشارع، أخبرتهم بأني لم أرتكب جريمة، ضربني أحد المسلحين بقوة في ظهري، وقال لي ” إعرف مع من تتحدث” ، حينها طلبت منهم أن يسمحوا لي بالاتصال بقيادات في الجماعة، فوجه أحد المسلحين بإطلاق سراحي مؤملاّ أن لا أتطاول على أنصار الله مرة أخرى” .
وفي غضون الأسبوع الماضي، تعرض العديد من الصحفيين لانتهاكات مختلفة، تفاوتت بين الترويع والتوقيف والاحتجاز، والمنع من ممارسة العمل الصحفي، ومداهمة مقراتهم الصحفية.
وأبلغت مؤسسة المصدر للصحافة في بيان لها الثلاثاء الماضي، أن مسلحين كانوا يتجولون على متن سيارة بدون أرقام في حي الرباط ويسألون عن منزل رئيس تحرير الصحيفة وموقعها الالكتروني (سمير جبران)، معبرة عن قلقها ازاء سلامته وافراد أسرته والعاملين في الصحيفة.
واقتحم عدد من المسلحين، يوم الجمعة 17 أكتوبر 2014 مقر موقع ( الاشتراكي نت ) التابع للحزب الاشتراكي، والذي يقع في إطار مقر الحزب في صنعاء، واحتجزوا الصحفي في الموقع بدر القباطي، قبل أن يتم الإفراج عنه في غضون ساعات.. وفي حين نفت جماعة الحوثي علاقتها بالواقعة وسلمت اشخاصاً قالت انهم متورطين في العملية للشرطة ، أكد القباطي أن مسلحين ينتمون لجماعة الحوثي هم من قاموا باختطافه وتهديده بالقتل.
يوم السبت الموافق 18 اكتوبر2014، احتجز مسلحون ينتمون لجماعة الحوثي، يعملون على حراسة أحد المساجد وسط صنعاء، طاقم صحفي لقناة ( بي بي سي) ، الصحفية صفاء الأحمد ، والصحفي سامي نعمان ، والمصور محمد المخلافي ، أثناء تصوير الفريق في الحي، وطالبوا بتسليم الكاميرا، وبعد تدخل من قيادة الجماعة صادر المسلحون ذاكرة الكاميرا بعد أن تم مسح محتوياتها من قبل الطاقم الذي سمح لهم بالمغادرة بعدها، فيما تم إعادة الذاكرة بعد ثلاثة أيام من مصادرتها، وشدد مسلحوا جماعة الحوثي على ضرورة أخذ ترخيص وموافقة مسبقة بالتصوير، ومزاولة العمل، من مكاتب الجماعة في صنعاء.
ويضاف إلى ذلك، العديد من الانتهاكات التي طالت عدداً من الصحفيين خلال الأسابيع الماضية، منذ فرض جماعة الحوثي سيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي .
وكان مسلحون من جماعة أنصار الله ( الحوثيون) في مدينة عمران، قد احتجزوا يوم الخميس 31 يوليو 2014، الصحفي في موقع مأرب برس يوسف حازب، والصحفي يوسف القحمي، وصادروا كامرتهم التلفزيونية .
ويواصل مسلحوا جماعة الحوثي منذ يوم الإثنين 22 سبتمبر 2014 ، احتلال وإغلاق قناة سهيل الفضائية ، وإيقاف بثها، والمماطلة في تسليمها لإدارتها، وتعويض القناة عن الخسائر التي لحقت بها ليتسنى لها استئناف العمل.
وتعرضت سيارة مراسل قناة الجزيرة الفضائية حمدي البكاري يوم الإثنين 28 أكتوبر 2014 لتهشيم زجاجها من قبل مجهولين .
كما يواصل الحرس الرئاسي، مصادرة أجهزة ومعدات قناة اليمن اليوم الفضائية، منذ اقتحامها يوم 11 يونيو 2014 من قبل قوات الحرس الرئاسي، عقب تغطيتها للاحتجاجات الرافضة لقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية .
وإذ تعبر منظمة مواطنة لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء ازدياد وتيرة الانتهاكات التي تطال الصحفيين، والتضييق المتصاعد على حرية علمهم، فإنها تطالب جماعة الحوثي، التي تفرض سلطاتها على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى كسلطة أمر واقع، برفع القيود المفروضة على حرية التعبير وعمل وسائل الاعلام، وتوجيه كافة تشكيلاتها المسلحة بعدم التعرض للصحفيين أثناء أدائهم لعملهم، ومحاسبة كل المتورطين في الانتهاكات السابقة عبر جهات الضبط القضائية المختصة، ووفقاً لمقتضى الدستور والقانون.
كما تطالب المنظمة الرئيس هادي والحرس الرئاسي بإعادة أجهزة ومعدات قناة اليمن اليوم ورفع يد القمع عنها بحيث تصبح قادرة على استئناف البث.
وتجدد المنظمة التأكيد على مسؤولية مختلف سلطات الدولة في تلك الانتهاكات، وتدعو جميع المعنيين بسرعة العمل على تطبيع الأوضاع، واستعادة سلطة ووظيفة الدولة ضماناً للقيام بمسؤوليتها تجاه مواطنيها، وتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، وسحب كافة المسلحين من العاصمة ومختلف المدن اليمنية، والعمل على ايجاد حلول لمختلف القضايا والاشكاليات بما يضمن الحفاظ على بنية الدولة بسلطاتها المختلفة، وادائها لوظيفتها تجاه جميع مواطنيها بمن فيهم الصحفيين.