أطلقت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان فيلماً وثائقياً قصيراً يسلط الضوء على نماذج من مأساة المدنيين العالقين وسط نيران أطراف النزاع البري المسلح في مدينة تعز جنوبي اليمن منذ اندلاع المواجهات أواخر مارس من العام 2015.
ويبرز الفيلم جانباً من القصص الإنسانية التي تُظهر حجم ما طال المدنيين في المحافظة جراء النزاع الدائر فيها منذ نحو عامين بين مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقوات حليفها الرئيس السابق على عبد الله صالح من جهة، وجماعات “المقاومة الشعبية” والجيش الموالي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جهة ثانية.
ويروي الفيلم تفاصيل هجومين دامين بقذائف عشوائية على حيين سكنيين في المدينة سقط على إثرهما عدد من المدنيين اثناء ممارستهم انشطتهم اليومية في المنازل والشوارع والاحياء والأسواق العامة، كما يوثق الفيلم صوراً من تحول حياة المدنيين الى الاسوأ وتفاقم أوضاع المدينة وظروف الحياة فيها في ظل الحرب والحصار الذي فرضته جماعة أنصار الله -الحوثين-وقوات الرئيس السابق صالح على مدينة تعز.
صباح الأول من ديسمبر 2015 ادى سقوط قذيفتين أطلقتهما القوات التابعة لجماعة أنصار الله المسلحة (الحوثيين) وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح على حي الكويت بالمدينة الى مقتل 3 أطفال وجرح عشرة مدنيين بينهم 5 أطفال بينما كانوا يجلبون الماء لعائلاتهم من احدى الخزانات الخيرية في الحي
وفي مساء الاحد 9 أغسطس أدت قذيفة أطلقتها قوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على حي سوق الصميل في منطقة حوض الاشراف بمديرية صالة إلى جرح 16 مدنياً بينهم 12 طفل وامرأة.
في تقريرها ” فصول من جحيم” سلطت منظمة مواطنة الضوء على (32) هجمة عشوائية، و(22) حادثة إطلاق رصاص حي ومقذوفات مضادة للطيران. قُتل في هذه الهجمات والحوادث ما لا يقل عن (103) مدني بينهم (50) طفلاً، و(14) امرأة، وجرح (229) مدني بينهم (98) طفلاً، و(16) امرأة خلال الفترة من أبريل 2015 إلى مارس 2016.
في الوقت الذي تدعو فيه منظمة مواطنة كافة أطراف النزاع الى تحييد المدنيين، فإنها تجدد كلك مطالبتها بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل مختلف أطراف النزاع.