يحكي قصص الضحايا المدنيين لهجمة مزدوجة لطائرة أمريكية بدون طيار استهدفت سيارة من نوع تويوتا لاند كروزر أقلت مسلحين مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة.
“بانتظار العدالة” وثائقي حقوقي أطلقته منظمة مواطنة لحقوق الإنسان لتسليط الضوء على الضحايا المدنيين لعمليات القتل الاستهدافية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية عبر هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن، وذلك عبر روايات الضحايا من المدنيين وأسرهم التي ينقلها الوثائقي.
الوثائقي “بانتظار العدالة” يحكي قصص الضحايا المدنيين لهجمة مزدوجة لطائرة أمريكية بدون طيار استهدفت سيارة من نوع تويوتا لاند كروزر أقلت مسلحين مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة. الضربة المزدوجة هي تقنية تنفيذ ضربتين متتابعتين بشكل سريع لنفس الهدف، وهي التقنية التي تم استعمالها في كل من عمليات الطائرات امريكية بدون طيار وكذلك عمليات التحالف بقيادة السعودية في اليمن. هذا وقد كانت السيارة المستهدفة تسير خلف سيارة من نوع تويوتا هيلوكس تفصلها عن سيارة المسلحين مسافة 20 إلى 30 متر تقريباً على متنها قرابة 14 مدنياً معظمهم من عمال البناء إضافة إلى السائق، وكانوا على طريق الحازمية متجهين من قراهم بمنطقة الصومعة في محافظة البيضاء جنوبي اليمن إلى أعمالهم في مدينة البيضاء يوم السبت الموافق 19 أبريل/نيسان 2014.
في قرابة الساعة 6:00 صباحاً، استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار سيارة المسلحين بهجمة مزدوجة قتلت المسلحين المشتبه بهم وأصابت كذلك السيارة التي كان على متنها المدنيون بشظايا. وتسببت الشظايا بمقتل أربعة منهم وهم سند حسين ناصر الخشم (30 عام) و ياسر علي عبد ربه العزاني (18عام) و أحمد صالح أبو بكر (65 عام) و عبد الله ناصر أبو بكر الخشم، كما أدت إلى إصابة خمسة من الركاب المدنيين بجروح و هم السائق ناصر محمد ناصر (35 عام) و عبد الرحمن حسين ناصر الخشم (22 عام) وهو شقيق سند الخشم الذي قُتل في نفس الواقعة، إضافة إلى نجيب حسان نايف (35 عام) و سالم ناصر الخشم (40 عام) و بسام أحمد سليم بريم (20 عام).
في الوثائقي الحقوقي “بانتظار العدالة” يسرد السائق ناصر محمد ناصر تفاصيل واقعة الهجمة المزدوجة التي أصابته إصابات بالغة في البطن والأطراف وأعاقته عن العمل إضافة إلى إصابة مصدر رزقه الوحيد وهو سيارته الهيلوكس بأضرار جراء الهجمة. كما يحكي حسين ناصر الخشم عن المعاناة التي خلفتها هجمة الطائرة الأمريكية بدون طيار حيث فقد حسين ابنه سند حسين ناصر الخشم وقريبه أحمد صالح أبو بكر اللذين قتلا مباشرة نتاج الهجمة التي جُرِحَ بسببها أيضاً ابنه عبد الرحمن حسين ناصر الخشم. وفي نفس السياق يروي علي عبد ربه العزاني قصة مقتل ابنه ياسر علي عبد ربه العزاني الذي قُتِلَ في نفس الواقعة.
أكدت وكالة الأنباء اليمنية- سبأ في 19 ابريل 2014 مقتل عشرة من المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة إزاء هذه الهجمة إلى جانب سقوط ضحايا مدنيين، كما نقلت صحيفة النيويورك تايمز أن مسؤولين أمريكيين صرحوا بأن هذه الهجمة هي إحدى ثلاث هجمات استهدفت مناطق في جنوب اليمن باستخدام طائرات بدون طيار تدار من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلا أن المتحدث باسم الوكالة رفض التعليق بشأنها.
تستعرض روايات الضحايا وأسرهم من خلال الوثائقي “بانتظار العدالة” تعامل الدولة اليمنية مع التداعيات والخسائر التي تسببت فيها هذه الهجمة، حيث تؤكد أسر الضحايا بالإضافة إلى الناجين من الجرحى عدم علمهم بأي تحقيق قامت به الدولة بشأن الواقعة التي طالت المدنيين. في المقابل أدت وساطة قبلية مع الدولة إلى إصدار حكم قبلي يتضمن أن تصرف الدولة اليمنية مبلغ 30 مليون ريال يمني (ما يعادل قرابة 139619 دولار أمريكي آنذاك) كتعويض لأسرة كل قتيل، ومبلغ 15 مليون ريال يمني (ما يعادل قرابة 69810 دولار أمريكي آنذاك) كتعويض لكل جريح بالإضافة إلى تحمل تكلفة العلاج. إلا أن ما حدث في نهاية المطاف وفق شهادة أحد أفراد أسر الضحايا هو أن الدولة قامت بصرف مبلغ 15 مليون ريال يمني (ما يعادل 69809 دولار أمريكي آنذاك) و30 قطعة سلاح رشاش من نوع كلاشينكوف فقط ليتم تقسيمها بين أسر القتلى الأربعة، وقد أُنفق المبلغ حسب إفادات أسر القتلى والجرحى لتغطية جانب من تكاليف علاج الجرحى الناجين.
بالإضافة إلى مرارة الإحساس بالفقد الذي عبر عنه في الوثائقي علي عبد ربه العزاني والد الضحية ياسر بأسى، كون كل ما تبقى له من ابنه هو مجموعة من الصور وكومة من الملابس المتواضعة. يتحدث كذلك والد الضحية عن العوز الذي خلفه مقتل ابنه ياسر كونه كان معيلاً للأسرة وباغتته الهجمة وهو في طريقه للعمل. بشكلٍ مشابه، يعبر حسين ناصر الخشم والد الضحية سند عن العبء الذي يشعر به كونه أصبح مسؤولاً عن أحفاده الثلاثة أبناء سند دون أي مصدر دخل إضافي.
في ثمان دقائق يحاول الوثائقي الحقوقي ” بانتظار العدالة “من خلال تتبع شهادات ضحايا مدنيين لإحدى ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية التذكير بعشرات المدنيين في اليمن، والذين لا يزالون يترقبون العدالة والإنصاف والاعتراف.
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بشن عمليات القتل الاستهدافية عبر هجمات الطائرات بدون طيار في اليمن في 2002 ولا تزال مستمرة حتى اليوم. تقوم هذه العمليات باستهداف عناصر وأهداف يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة تحت حجة دقة أداء الطائرات بدون طيار وقدرتها على تفادي إصابة المدنيين بالضرر. إلا أن هذه العمليات أفضت إلى قتل وجرح العشرات من المدنيين في مناطق متفرقة في اليمن بالإضافة إلى الأضرار المادية الجسيمة.
وكانت اليمن قد دخلت منذ سبتمبر/أيلول 2014 في سلسلة من الحروب زادت حدتها حين أعلن تحالف من تسع دول تقوده السعودية في26 مارس/أذار 2015 الحرب على جماعة أنصار الله (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وجماعة أنصار الله (الحوثيون) جماعة مسلحة سيطرت على السلطة بقوة السلاح في 21 سبتمبر/أيلول 2014، ونشأت بالمقابل جماعات مسلحة مناوئة لها. وقد ترتب على ذلك زيادة مهولة في عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء هذه الحرب على يد جميع أطراف الصراع. وفي إطار ذلك كله زادت الظلال المعتمة فوق ضحايا الطائرات بدون طيار ليصبحوا أكثر بعداً عن دائرة الضوء، ومن هنا يأتي هذا الوثائقي الحقوقي ” بانتظار العدالة “للتذكير بهم، وللتأكيد على أن الصراعات تراكم الضحايا ولكنها لا تلغي وجودهم وحقهم في الإنصاف.
قصة الهجمة المزدوجة لطائرة أمريكية بدون طيار التي يعرضها وثائقي ” بانتظار العدالة ” والتي راح ضحيتها مدنيون في منطقة الصومعة في محافظة البيضاء ليست القصة الوحيدة في اليمن لهذا النوع من الهجمات، وفي تقرير صدر في 2015 بعنوان “الموت بضربات الطائرات بدون طيار: أضرار المدنيين الناجمة جراء عمليات القتل الاستهدافية الأمريكية في اليمن” وثقت كل من مبادرة المجتمع المفتوح للعدالة و منظمة مواطنة لحقوق الإنسان تسع وقائع لهجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار أفضت جميعها إلى سقوط ضحايا مدنيين في مناطق متفرقة حول اليمن في الفترة بين 17 مايو/أيار 2012 و 19 أبريل/نيسان2014. وخلص البحث الميداني الذي وثق نتائجه التقرير بأن 26 ضحية من المدنيين بينهم امرأة حامل وخمسة أطفال قتلوا نتاج هجمات لطائرات أمريكية بدون طيار وقعت في الفترة التي غطاها التقرير. كما سقط 13 جريحاً مدنياً بينهم خمسة أطفال في نفس الفترة أصيبوا في هجمات لطائرات أمريكية بدون طيار.
بالإضافة إلى الوقائع التسع الموثقة في تقرير “الموت بضربات الطائرات بدون طيار” والتي يستعرض الوثائقي “بانتظار العدالة” إحداها، استمرت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان بالاستقصاء والبحث الميداني اللازم لتوثيق حالات سقوط ضحايا مدنيين لهجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار.
أفادت نتائج البحث الميداني أنه في قرابة الساعة 6:00 مساءً من يوم الجمعة الموافق 26 سبتمبر/أيلول 2014، استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار سيارة كانت تقل مسلحين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وقالت وكالة رويترز للأنباء أن الضربة قتلت اثنين من عناصر القاعدة. وقعت الضربة قرب منزل المواطن عرفج قائد المرواني الواقع في منطقة آل مروان، قرية الخسف، مديرية الحزم في محافظة الجوف في الشمال الشرقي في اليمن. وأدت الحادثة إلى تضرر منزل العائلة بشكل جسيم وإصابة أطفال عرفج المرواني الثلاثة الذين كانوا يلعبون قرب المنزل وقت الحادثة. زينة عرفج قائد المرواني (7 أعوام) هي إحدى الأطفال الثلاثة، وأصيبت بشظايا في أسفل العمود الفقري والورك الأيمن والحوض أدت إلى شلل تام وأدى انعدام الرعاية الصحية الملائمة إلى وفاتها في 10 يناير/ كانون الثاني 2016. كما أصيب شقيقها معيض عرفج قائد المراوني (12 عام) بشظايا في الفخذ الأيمن والخصية ولا تزال الشظايا مستقرة في فخذه الأيمن. أما الضحية الثالثة فهي سعادة عرفج قائد المرواني (5 أعوام) والتي أصيبت بشظايا في الساقين.
هذا وقد أفادت شهادة والدة الأطفال الثلاثة بأنها كانت حامل بطفلها الرابع وقت وقوع ضربة الطائرة الأمريكية بدون طيار والتي رافقتها صدمة نفسية أدت إلى إصابتها بأعراض إجهاض مبكر، كما أصيبت بمضاعفات في باقي فترة الحمل بسبب تعرضها لضغط نفسي وتوتر شديد أدى إلى حالة نفسية غير مستقرة.
في مقابلة مع الضحية الطفل معيض عرفج قائد المرواني، قال بأن الضربة استهدفت سيارة كانت تسير في الطريق الموازي لمنزلهم، وأنه وأختيه أصيبوا بشظايا أثناء لعبهم بجانب المنزل. كما تحدث معيض عن الآلام التي لا يزال يشعر بها جراء إصابته إضافة إلى حالة القلق الدائم التي يعيشها هو وباقي أطفال المنطقة كلما سمعوا صوت تحليق الطائرات بدون طيار حتى اليوم.
تحدث كلٌ من معيض ووالدته عن حالة الفقر التي يعيشونها خاصةً بعد وفاة الأب، المعيل الوحيد للأسرة، بعد أشهر من إصابة الأطفال الثلاثة. ويشير معيض إلى الحرمان وفقدان الخدمات بشكل عام في منطقتهم وحرمانهم من الدراسة جراء الحرب الحالية في اليمن.
تشكل شهادات الضحايا المدنيين وأسرهم تحدياً حقيقياً لوصف جون برينان، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية وكبير مستشاري مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، استخدام الطائرات بدون طيار ب “الأخلاقي”، حيث قال برينان في خطاب ألقاه في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء في 1 مايو/أيار 2012 أن “أخلاقية استخدام الطائرات بدون طيار ترجع لكون الضربات الاستهدافية تخضع لمبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية مما يحمي المدنيين من الاستهداف المتعمد”. كما ذكر برينان في نفس الخطاب أن الطائرات بدون طيار” لديها قدرة غير مسبوقة في استهداف الأهداف العسكرية بدقة”، مضيفاً أنه “من الصعب تخيل أي وسيلة أخرى لديها القدرة على تقليل نسبة الأضرار الذي قد تلحق بالمدنيين” وهي الأضرار التي أطلق عليها برينان في خطابه وصف “أضرار جانبية”. الحديث عن دقة الطائرات بدون طيار تكرر في تصريح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إبان زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2012 حين صرح بأن “نسبة الخطأ التي يمكن أن تحرزها الطائرات بدون طيار هي صفر حال معرفة الهدف”، مضيفاً أن “دقة العقل الالكتروني لا مثيل لها في العقل الإنساني”.
رضية المتوكل، رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الانسان قالت: “عمليات القتل الاستهدافية للطائرات الامريكية دون طيار في اليمن لم تجتث الإرهاب ولم تتوانى كذلك في إصابة مدنيين يمنيين وإلحاق الضرر بهم، إن هؤلاء المدنيون لم ولن ينسوا حمم صواريخ الهيل فاير التي أحرقت ذويهم وأتلفت ممتلكاتهم.
تجمع شهادات الضحايا التي شكلت جوهر تقرير “الموت بضربات الطائرات بدون طيار”” والوثائقي “بانتظار العدالة” إضافة إلى شهادات ضحايا حادثة الجوف على طرح تساؤلات جوهرية بشأن مدى دقة الأهداف التي تصيبها ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار. وتأتي هذه التساؤلات في ظل خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه في جامعة الدفاع الوطني بتاريخ 23 مايو/أيار 2013 بعد قرابة عام من خطاب مستشاره برينان، حيث قال أوباما أن الولايات المتحدة الأمريكية ” تستهدف فقط تنظيم القاعدة والقوات المرتبطة بها، وأنه حتى في هذه الحالة لا يزال استخدام الطائرات بدون طيار محدوداً”. كما أضاف أوباما أن الولايات المتحدة الأمريكية “لا تستعمل الضربات في حال قدرتها على إلقاء القبض على عناصر القاعدة واستجوابهم وملاحقتهم قضائياً”. وتحدث أوباما في نفس الخطاب عن أن إداراته “تتبع إجراءات صارمة ومعايير عالية للتحقق بشكل شبه يقيني من عدم وجود مدنيين قد يواجهوا خطر القتل أو الإصابة قبل القيام بأي هجمات عبر الطائرات بدون طيار”. وهذا ما يتناقض بشكل سافر مع الوقائع المرصودة وشهادات الناجين وأسر ضحايا الطائرات بدون طيار.
أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمراً تنفيذياً نُشر نصه على موقع البيت الأبيض في 1 يوليو/تموز 2016 بعنوان “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الإجراءات المتبعة قبل وبعد الضربات للتعامل مع الضحايا المدنيين خلال العمليات الأمريكية التي تتضمن استخدام القوة”. يشمل النص عدداً من الأوامر التي تلزم الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء المراجعة والتحقيقات بشأن الضحايا المدنيين، والتحقق من مصداقية المعلومات التي تتيحها الوكالات والحكومات الشريكة بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل احتمالات حوادث مستقبلية يقع ضحيتها المدنيون. كما تضمن النص أمراً يلزم الحكومة الأمريكية بالاعتراف بالمسؤولية إزاء سقوط الضحايا المدنيين وتقديم العزاء إلى جانب منح تعويضات مادية للجرحى وأسر القتلى.
ويلزم الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي أوباما مدير الاستخبارات القومية أو أي موظف يعينه الرئيس في ذات الإطار بتقديم تقرير سنوي يتاح للجمهور، ويشمل عدد الهجمات التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد أهداف إرهابية خارج ساحات القتال المباشر بدءً من العام 2016، إضافة إلى تقدير القتلى المنخرطين وغير المنخرطين في القتال الذين سقطوا في هذه الهجمات. كما ينص هذا الأمر التنفيذي على اتساق محتواه بالتزامات الولايات المتحدة الأمريكية بالقانون الدولي. ويأتي إطلاق الوثائقي الحقوقي “بانتظار العدالة” قبل يوم من انتهاء ولاية الرئيس أوباما بشكل رسمي للتذكير بالتزامات ومسؤوليات الولايات المتحدة تجاه الضحايا المدنيين لضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن.
وفي هذا الإطار أشار بيان بشأن “الطائرات بدون الطيار المسلحة” والمقدم للجنة نزع السلاح والأمن الدولي بالجمعية العامة للأمم المتحدة والذي وقعت عليه 44 منظمة من منظمات المجتمع المدني من 14 دولة منها منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي أوباما. إلا أن البيان أعرب كذلك عن قلق المنظمات الموقعة من الآثار الجسيمة لاستمرار بعض الدول في شن هجمات الطائرات بدون طيار وتقبل وتوسع رقعة هذه الهجمات. كما تضمن البيان إشارة إلى الأضرار الكبيرة التي تحدثها هجمات الطائرات بدون طيار في المجتمعات التي تستهدفها حيث تشمل هذه الأضرار الموت والإصابات ودمار المنازل والبنية التحتية بالإضافة إلى أثار على الصحة العقلية. وطالب البيان الدول على العمل بالشراكة مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني على الاتفاق على الإجراء الدولي اللازم للحد، والتقليل من الضرر الذي تتسبب فيه الطائرات بدون طيار المسلحة في الوقت الحالي وفي المستقبل بالشكل الذي يرفض الممارسات التي تقوض سلطة القانون.
تحمل شهادات الضحايا في الوثائقي “بانتظار العدالة” وتقرير “الموت بضربات الطائرات بدون طيار” وكذلك البحث الميداني الذي تبع إصدار التقرير في طياتها تساؤلات تشكك بتلك المعايير والإجراءات التي تدعي الولايات المتحدة الأمريكية اتباعها قبل إعطاء الموافقة على هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار، خاصةً في ظل إثبات وجود ضحايا مدنيين بين قتلى وجرحى إضافة إلى وقوع أضرار مادية للمدنيين في مناطق متفرقة في أنحاء اليمن وغياب خطوات حقيقية على الأرض للتحقيق والمساءلة والتعويض.
تضمنت هذه الشهادات كذلك شعور الضحايا وأسرهم بالتهميش كونهم يعيشون في مناطق فقيرة تنعدم فيها الخدمات الأساسية، وتضيف هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار أعباءً إضافية على حياتهم الصعبة دون وجود أي خطوات حقيقية للتعويض والمساءلة والحد من أي أضرار مستقبلية قد تطالهم.
وعلقت المتوكل، ” 8 أعوام من حضور بارك أوباما في البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة لم تكف خلالها علميات القتل الاستهدافية للطائرات الامريكية دون طيار عن حضورها في اليمن، لقد كانت حقبة حرب مفتوحة وغير عادلة. يغادر أوباما منصبه الرئاسي هذا الأسبوع إلا أن جراحات المدنيين جراء حرب الولايات المتحدة الأمريكية على الإرهاب في اليمن لم تغادر أجسادهم، واعينهم محدقة ترقب العدالة“.
وتعيد منظمة مواطنة لحقوق الإنسان التأكيد على حزمة من التوصيات:
إلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية:
إلى الحكومات الأخرى التي شاركت في عمليات القتل الاستهدافية الأمريكية:
إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة:
تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في حوادث سقوط مدنيين ضحايا لضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار.