النحَّال الذي خذله طريق العودة
صدام صالح محمود خديف (33 سنة)، من أبناء مديرية القبل، محافظة المحويت. كان يعمل نحَّالًا (في تربية النحل)، وكان رجلًا قليل الكلام، كثير العمل، لا يحتك كثيرًا بالآخرين كونه يعاني من صعوبة في النطق والتحدث.
يروي والد الضحية، قصة اختفاء ابنه صدام، قائلاً: “في يوم الاثنين الموافق 10/12/2018م، انطلق ولدي صدام من مزرعته على متن دراجته النارية متجها صوب منزله، في شوق ولهفة، للالتقاء بأسرته وبالأخص أولاده وزجته الذين كانوا متنظرين وصوله بشوقٍ كبير، ولكن القدر كان حائلا من تحقيق ذلك، حيث تم اعتراض طريقه في إحدى النقاط الأمنية بمنطقة شفر، مديرية عبس، محافظة حجة، وتم توقيفه من قبل أحد المشرفين التابعين لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، كونه لا يحمل هوية، وكانت تلك بداية قصة اختفائه".
يتابع والد الضحية: "استبطأنا وصوله، وبدأ القلق يتسلل إلينا، وفي يوم الثالث وصلنا خبر يفيد أن ولدي محتجز في مكان يُعرف بـ"البيت الأبيض" (مركز احتجاز غير رسمي تابع لجماعة أنصار الله/ الحوثيين) بمحافظة حجة، مديرية عبس، دون معرفة السبب في ذلك".
في تلك الأثناء، كان الأب يقلب الأفكار في رأسه عن سبب احتجاز ابنه، وتذكر حديثًا سابقًا دار بينه وبين ابنه عن خلاف الأخير مع صاحب المزرعة التي كان صدام ثاويًا فيها مع نحلهِ، ودعا الله ألا يكون أمرًا سيئًا قد حدث لابنه.
يقول: " بعد نصف شهر، ذهبت بصحبة بعض المشايخ إلى محافظة حجة، على أمل معرفة مصيره، لكنهم منعوا دخولنا إلى "البيت الأبيض"، ونتيجة لذلك، انتابنا الفضول لمعرفة التفاصيل حول ذلك المكان، فقمنا بسؤال عدة أشخاص عن "البيت الأبيض"، لكني بعدها تمنيت أني لم أسأل، حيث كانت الإجابات صادمة وسيئة، من أفضل ما قيل عنه: الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، وكانت هناك أخبار عما يدور بداخله من تعذيب لنزلائه".
كان الاب يتلمّس النور في رحلة البحث عن ولده، وكانت رحلة البحث تعطيه بريقًا من الأمل، لكن منذ ذلك الحين لم يعثر عليه.
قضية اختفاء صدام لا تزال تشكل لغزًا محيرًا، رغم مرور ما يقارب سبع سنوات على وقوعها. وما زال الأمل يحدو الأب والأسرة في أن يجدوا ابنهم حيًا ومعافى، ليعود إلى أحضان عائلته التي لم تفقد يومًا الأمل في العثور عليه.
يختتم الأب حديثه قائلاً: "نحن نعيش على أمل عودة صدام، كما عاد يوسف وأخوه إلى أبيهم يعقوب عليه السلام. صحيح أنه ليس يوسف، ولستُ أنا يعقوب، لكننا نتخذ منهما قدوة، وأعتقد أن الله لن يخذلنا. أدعو الله أن يعود صدام، وأرجو أن أكون أنا وأمه على قيد الحياة لنعينه ونواسيه".
يتوجب على جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الكشف عن مصير جميع المختفيين قسراً ، وإنهاء جريمة الاختفاء القسري التي لا زالت تطال أسر وأحبه الضحايا ، والإفراج عنهم ، وجبر ضررهم وإنصافهم، وإنهاء جرائم الاختفاء القسري الأخرى في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.