على جماعة أنصار الله (الحوثيين) الإفراج فورًا عن كافة المحتجزين تعسفيًّا
صنعاء
الثلاثاء، 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
قالت مواطنة لحقوق الإنسان، إنّ على سلطة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الإفراج الفوري عن كافة المحتجزين تعسفيًّا، على خلفية التجمعات السلمية، ومحاسبة جميع المتورطين، في الانتهاكات الجسيمة، التي طالت المحتفلين، والتي انتهكت حقوقهم الأساسية، في التجمع السلمي، وفي حرية التعبير، والحقوق السياسية والاجتماعية، والحق في المساواة وعدم التمييز، وحقهم في الحرية والكرامة، وهي حقوق كفلها الدستور اليمني النافذ، وكفلتها القوانين والتشريعات الوطنية، والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن، ابتداءً من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وضمان عدم تكرار تلك الانتهاكات، تحت أي ظرف.
فبعد أيام قليلة من احتفالات جماعة "أنصار الله"، بذكرى اقتحامها المسلح للعاصمة اليمنية صنعاء، في 21 سبتمبر/ أيلول2014، في عدد من الساحات والميادين، نفّذت قوات جماعة أنصار الله (الحوثيين) المسلحة، حملة قمع واسعة النطاق، احتجزت خلالها، بالمخالفة للقانون، عشرات المشاركين في تجمعات سلمية، بينهم أطفال، ممن شاركوا في الاحتفالات الشعبية، في عدد من الشوارع والطرقات العامة، في عدة مناطق خاضعة لسيطرة الجماعة، منها: العاصمة اليمنية، صنعاء، وإب والحديدة وتعز وحجة، في إطار احتفالات شعبية، تلقائية، وغير منظمة، تزايد عدد المشاركات والمشاركين فيها خلال سنوات الحرب، احتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962، التي أسقطت النظام الإماميّ، وأقامت على أنقاضه النظام الجمهوري، وهو أحد أهم الأيام الوطنية الرسمية، والمعتمدة في التشريعات والقوانين الوطنية، كإجازة رسمية.
وطبقًا لإفادات شهود، وثقتها مواطنة، شارك مئات الفتيات والشباب والأطفال، بدرجة رئيسة، في العاصمة اليمنية صنعاء، وعدد من المناطق اليمنية الأخرى، مساء يوم الإثنين 25 سبتمبر/ أيلول 2023. كما احتشد المئات من المحتفلات والمحتفلين، يوم الثلاثاء، 26 سبتمبر/ أيلول 2023، في أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء، منها: تقاطع جولة ريماس، وجولة الرويشان، وسط المدينة، كما تجمع المئات أيضًا، في مراكز المدن كمحافظة إب وحجة وتعز، قاموا خلالها، بتزيين مركباتهم بالعَلَم اليمني، في الشوارع والطرقات والساحات العامة، ورفعوا خلال تلك التجمّعات الأعلامَ الوطنية، وأذاعوا الأغاني والأناشيد الوطنية، بالإضافة إلى زخم الاحتفاء على شبكات التواصل الاجتماعي، وواجهات المتاجر والمباني، وفي الأنشطة الاجتماعية.
وفي إطار حملة قمع واسعة النطاق، لتجمعات المحتفلات والمحتفلين، نشرت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مجاميع مسلحة، في الشوارع العامة، القريبة من تلك التجمعات السلمية، فباشروا بإيقاف السيارات المشارِكة في الاحتفالات، والتعدي اللفظي على سائقيها وركّابها، ومصادرة الأعلام الوطنية، بالقوة والإكراه، ومنعهم من القيام بأي أنشطة احتفالية، كما فرّقت المحتشدين بالقوة، واعتدت على العشرات منهم بأعقاب البنادق، وأغلقت الطرقات، واحتجزت تعسفيًّا العشرات من المحتفلين، بينهم أطفال، ناهيك عن ذلك وجّه أتباع الجماعة، للمشاركات والمشاركين في احتفالات ذكرى الثورة، تهمًا أخلاقية، وتهمًا بإثارة الفوضى، وزعزعة الاستقرار، والانتماء لخلايا نائمة.
وقالت المتوكل: "إنّ الأساس القانوني والأخلاقي الذي يكفل لأنصار جماعة الحوثيين ممارسة حقوقهم في التظاهر والتجمع السلمي والاحتفالات والتعبير عن الرأي بأمان، هو ذات الأساس القانوني والأخلاقي الذي يكفل لبقية اليمنيات واليمنيين ممارسة حقوقهم في التظاهر والتجمع السلمي والاحتفالات والتعبير عن الرأي بأمان، فذلك هو التعريف العملي للمواطنة المتساوية وسيادة القانون والعدالة وصون كرامة اليمنيات واليمنيين وحقوقهم وحرياتهم".
وأضافت رئيسة مواطنة، رضية المتوكل: "إنّ كفالة ممارسة اليمنيات واليمنيين حقوقَهم في التظاهر والتجمع السلمي والاحتفالات والتعبير عن الرأي بأمان، أمرٌ طبيعي، مكفول في دستور الجمهورية اليمنية وقوانينها. فيما ينطوي كفالته لبعضهم وقمع البعض الآخر، على رسالة خطيرة، تقوض السلم العام، وحالة التعايش، كما تُفصح عن ممارسات التمييز، بحق اليمنيات واليمنيين من غير الموالين لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، بصورة تنتقص من مواطنتهم وحقوقهم وحرياتهم السياسية، ضمن مشهد مناقض لكل نضالات اليمنيات واليمنيين، على امتداد عقود".
قال شاهد، لمواطنة: "خرجت وصديقي عمر علي (اسم مستعار- 16 سنة)، وبعض الأصدقاء، في يوم الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، للاحتفال بذكرى الثورة اليمنية بمديرية التعزية بمحافظة تعز، لنتفاجأ بأكثر من 40 طقمًا عسكريًّا تابعًا للحوثيين، تمشط المنطقة لاحتجاز من يحمل علَم الجمهورية اليمنية، ففرّ الكثير من الأفراد من المكان ومن بينهم صديقي عمر وابن عمته، وعندما وصلا إلى سوق دارس ترجل ابن عمته من على متن السيارة لشراء قنينة ماء من إحدى البقالات، وترجل بعده عمر لانتظاره وبيده العلَم، فقام ثلاثة جنود يرتدون الزي العسكري ويحملون شعارات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، باحتجازه واقتياده إلى مكان مجهول".
وقال شاهد آخر لمواطنة: "خرج ابن أخي علي محمد (اسم مستعار- 24 سنة)، مساء 25 سبتمبر برفقة صديقه على متن دراجة نارية للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، متجهين إلى ميدان التحرير بأمانة العاصمة صنعاء عن طريق ميدان السبعين، يحملان عَلَم اليمن، وعند وصولهما إلى شارع علي عبدالمغني، فوجِئا بعددٍ من أفراد شرطة قسم جمال جميل الذين اعترضوا طريقهما وقاموا باحتجازهما مدة 9 أيام، ومنعونا من زيارتهما أو التواصل معهما طوال مدة الاحتجاز، وقبل إطلاق سراحهما وقّعا على تعهدات لا أعلم مضمونها، ولم يعلما طوال مدة الاحتجاز نوع التهم المنسوبة إليهما. وكانت معظم أسئلة التحقيق معهما، تدور حول سبب خروجهم، ومن حرّضهم، ومن دفع لهم المال للخروج".
كما قدّمت محاميات ومحامو مواطنة لحقوق الإنسان، الدعمَ القانوني للمحتجزين تعسفيًّا، خلال الأيام التالية لعملية الاحتجاز، للإسهام في الإفراج عنهم، وما تزال الجهود الحقوقية مستمرة حتى تاريخ إطلاق هذا البيان، وقد قام الفريق بتنفيذ أكثر من 27 زيارة ميدانية، شملت النيابة العامة وأقسام الشرطة وعددًا من مراكز الاحتجاز، وخلال تلك النزولات الميدانية، وثّق الفريق القانوني لمواطنة، وقائع احتجاز 21 مشاركًا، من بينهم أطفال، تم الإفراج عنهم، وقام الفريق أيضًا بالتواصل بالعديد من أُسَر الضحايا، عبرت معظمها عن مخاوف شديدة من تقديم أية معلومات تخص الضحايا؛ خشية تعرضهم للأذى في مراكز الاحتجاز، أو بسبب توقيع بعضهم على تعهدات بعدم التحدث عمّا تعرضوا له بسبب مشاركتهم في احتفالات ذكرى ثورة 26 سبتمبر/ أيلول.
ودعت مواطنة لحقوق الإنسان إلى وضع حدٍّ لهذه الانتهاكات، ومنع تكرارها، والإفراج الفوري عن المحتجزين، ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات. وجدّدت دعوتها للالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، وبالقوانين والتشريعات الوطنية، واحترام حقوق الأفراد وممارسة الحريات العامة، بما فيها الحق في التجمع السلمي، المكفول في القانون الوطني النافذ والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن.