اتصلت بشقيقي، وأيقظته ليتجهز؛ لأنه سيكون رفيقي في هذا الرحلة. اتصل بي السائق وأخبرني أنه ينتظرني عند المكتبة في الشارع العام، خرجت من غرفتي، سلمت على أمي، وكانت هذه الرحلة بقدر ما هي لحضور دورة تدريبية، هي أيضًا فرصة للعلاج.
كانت الساعة 8:00 صباح الخامس من سبتمبر/ أيلول 2020. رن الهاتف يخبرني أن سائق الحافلة بانتظاري لكي أسافر من مدينة حجة (شمالًا) إلى صنعاء. كنت قد استيقظت عند السادسة صباحًا، صليت ودعيت ربي أن يسهل لي أموري.
اتصلت بشقيقي، وأيقظته ليتجهز؛ لأنه سيكون رفيقي في هذا الرحلة. اتصل بي السائق وأخبرني أنه ينتظرني عند المكتبة في الشارع العام، خرجت من غرفتي، سلمت على أمي، وكانت هذه الرحلة بقدر ما هي لحضور دورة تدريبية، هي أيضًا فرصة للعلاج.
غادرت مع شقيقي إلى السيارة وبدأت رحلتنا. كانت الرحلة كلها ضمن المناطق التي تقع تحت سيطرة أنصار الله (الحوثيين)، ومع هذا لم نسلم من التوقيف والاستجواب في النقاط، وكأننا نسافر من بلد إلى آخر.
تحركت السيارة عند الساعة الـ08:30 صباحًا، من الشارع العام إلى خط صنعاء، ثم اتجهت إلى خط الحديدة، وقبل الوصول إلى منطقة النصرية واجهتنا نقطة تفتيش في المعبور وهي نقطة جمع ضرائب القات. قام عناصرها بتوقيفنا وإنزالنا من السيارة وتفتيشها للبحث عن قات يعتقدون أنه قد يكون مخفيًا عن أعينهم، لكنهم شعروا بالخيبة عندما لم يجدوا شيئًا. كانوا قد أخذوا من وقتنا ربع ساعة.
أكملنا سيرنا نحو صنعاء، حتى وصلنا نقطة عين علي (على بعد 30 كيلو مترًا من مركز مديرية حجة)، وفي هذه النقطة توقفنا لساعة كاملة، للإجابة عن أسئلة أفرادها: أين تذهبون؟ وماذا معكم؟ وأين بطائق هوياتكم؟ أخبرناهم أننا ذاهبون إلى صنعاء للعلاج، فطلبوا أدلة، فأخرجت لهم تقاريري الطبية، لكنهم لم يكتفوا بذلك. سألونا عن عدد الأيام التي نحتاجها للبقاء في صنعاء، فأخبرناهم أنها عشرة أيام، ولذا سجّلوا أسماءنا في ورقة وتركونا نكمل رحلتنا.
حين وصلنا نقطة تفتيش شرس، التي تقع ضمن مديرية شرس محافظة حجة، قام مسلحون بذات التصرف الذي قام به أفراد نقطة عين علي، تم استجوابنا مجددًا قبل أن يدعونا نواصل رحلتنا.
أكملنا رحلتنا عبورًا بمناطق بني موهب وكحلان وعفار، ووصلنا إلى محافظة عمران عند الساعة الـ11:00 صباحًا، وهناك كانت كل نقطة نمر بها تقوم بتفتيشنا، وتوجه أسئلة لنا،
كانت الساعة بحدود الثالثة مساءً، عندما وصلنا للفندق الذي سنقيم فيه. ما يعني أنّا قطعنا ما يقارب سبع ساعات من السفر لاجتياز مسافة 111 كيلو مترًا من مدينة حجة إلى صنعاء، ولم أكن أصدق أنني سأصل إلى صنعاء، القريبة جدًّا من حجة في الظروف الطبيعية، حيث كانت لا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات بالسيارة.