زار خالته ولم يعُد
سالم محمد سعيد ريمي (15 سنة)، من أهالي قرية المحل، بمديرية حيس، محافظة الحديدة. يسكن سالم في منزل والده، بمعية أبيه وأمه وإخوته، وهو طالب في المرحلة الثانوية، ويعمل مع أخيه هيثم في محل لبيع العصائر والوجبات السريعة بعد خروجه من المدرسة؛ لكي يساعد أسرته على مواجهة الحياة المعيشية الصعبة.
يوم الجمعة، 5 أغسطس/ آب 2016، وعند حوالي الساعة الـ08:00 صباحًا، غادر سالم المنزلَ مسافرًا إلى مدينة الحُديدة، بغرض التمشي وزيارة خالته التي كانت تسكن في منطقة الحي التجاري. وهناك قضى معها يوم الجمعة والسبت والأحد، وفي يوم الإثنين الـثامن من أغسطس/ آب، وعند حوالي الساعة الـ10:00 صباحًا، استأذن للخروج إلى كورنيش البحر للتمشي، لكنه لم يعُد، فشعرت خالته بالقلق عليه.
بعد أن اختفى سالم، قامت خالته بالاتصال به على هاتفه، فوجدته مغلقًا، فقامت بالتواصل بأخيه هيثم، وأبلغته بالأمر. وفي اليوم التالي، سافرت عائلة سالم، المكونة من أبيه وأمه وعمه، إلى مدينة الحديدة، وجلبوا معهم صورة شخصية له، وسألوا عنه في الكورنيش، لكن لم يتعرف عليه أحد، باستثناء بائع عصير على عربته.
قال لهم بائع العصير، أنه رأى سالمًا في ذلك اليوم، وهو يقعد على صخرة في الكورنيش، أمام منزل الرئيس عبدربه منصور، وقد حضر إليه ثلاثة مسلحين ملثمين يتبعون جماعة أنصارالله (الحوثيين)، ويرتدون الزي المدني، وقاموا بسحبه بطريقة تعسفية وهمجية، ومن ثَمّ نقلوه إلى عربة عسكرية (طقم)، ومِن ثَمّ ذهبوا به إلى مكان مجهول.
توجّهت الأسرة إلى إدارة أمن المحافظة، وقدّمت بلاغًا باختفائه، فتم تحويلهم إلى الضابط المسؤول في قوات خفر السواحل، وللتأكد من أنه لم يواجه أي مكروه في البحر، قام أخوه ووالده بالتجول في البحر، على متن قارب، وأيضًا بحثوا عنه في دوائر حكومية رسمية، ولم يصلوا إلى نتيجة.
لا تزال أسرة سالم تبحث عنه منذ يوم اختفائه، وإلى اليوم مرت سبع سنوات، لكن لم يتم العثور عليه، ولا تدري أسرته عن مصيره شيئًا؛ إذا ما كان حيًّا أم ميتًا.