يجب إطلاق سراح جميع المحتجزين تعسفيًا والمختفيين قسريًا
تفتقد أسر يمنية كثيرة في شهر رمضان الفضيل، وهي على موائد إفطارها وسحورها، وفي سمراتها، وهي تمارس شعائرها الروحانية، واحد أو أكثر من أعزاءها قد يكون: أب أو زوج أو أخ أو ابن أو قريب أو صديق، ابتلعته سجون أطراف النزاع وأذرعها الأمنية والميليشاوية في شرق البلاد وغربها، أو في جنوبها والشمال، لأسباب كيدية بمحمولات سياسية وأيديولوجية ومناطقية ، الكثير من المختفيين قسرياً هم ضحايا حقيقين لفوضى الاحتراب وغياب القانون المترتبان أصلاً على غياب الدولة .
المئات من المختفيين قسرياً والمحتجزين تعسفياً من المدنيين مرت سنوات عدة على تغييبهم دون أن تصل أسرهم إلى يقين بشأن وجودهم على قيد الحياة أم فارقوها تحت التنكيل أو التصفية، والمئات منهم موزعين على أماكن احتجاز غير قانونية تستخدمها الأطراف في كل المناطق بمعزل عن سلطة القانون ومبادئ العدالة وحتى في الحد الأدنى من العُرفي من القيم الإنسانية الأخلاقية، يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتعسف والقهر النفسي من محتجزيهم.
ومع بداية شهر رمضان، تُطلق مواطنة لحقوق الإنسان حملة “رمضانهم بين أهلهم”، التي من شأنها تسليط الضوء على معاناة هؤلاء المحتجزين تعسفيًّا والمختفين قسريًّا، والظلم الواقع عليهم، ومعاناة أسرهم التي تقع كثيرٌ منها بين فكّي كماشة؛ الحرب واحتجاز مُعيلها، فضلًا عن الأوقات الطويلة من الوعود الكاذبة للأطراف، والترقب والشوق والحنين.
تستمر الحملة طيلة شهر رمضان، وتنشر خلالها مجموعة من المواد البصرية التي تركّز على الهُوية الشخصية لضحايا الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، في أقبية جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الجماعات المسلحة المدعومة إماراتيًّا، وتحديدًا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المشتركة، وكذا القوات والجماعات التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا، ومن ضمنها الجماعات المحسوبة على حزب الإصلاح.
وتُذكّر مواطنة -في بداية هذه الحملة- أن الأمر لا يحتاج إلى حسابات معقدة، لتسأل قيادات الأطراف نفسها، كيف لهم أن يقعدوا على طاولة السحور والإفطار بين أطفالهم، دون مراجعة للنفس أو وخزٍ في الضمير، بينما هناك أشخاص وأسر رهن المعاناة الرهيبة تحت مسؤولياتهم، ممن صارت أيامهم ضربًا من الترقب والانتظار. هذه الحملة لتذكير البقية الباقية من الإنسانية في الضمير الفردي والجمعي للأطراف المتعددة في هذا البلد وقادتها، لتحسس ما في ضمائرهم من تقريع أو عذاب.
ألا ترق قلوب أمراء الحرب، وهم ينعمون بقضاء أيام هذا الشهر الفضيل بين أطفالهم وأسرهم، على مغيبين قسراً في سجونهم السرية والعلنية، تتلهف أسرهم لأن يكونوا بينهم في شهر التراحم ؟