منتدى التواصل الحقوقي: النزاع مثّل عائقًا أمام الوصول للتعليم
بالتزامن مع اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، التاسع من سبتمبر/ أيلول، عقد منتدى مواطنة للتواصل الحقوقي، ندوة على برنامج اللقاءات الإلكتروني (زوم)، استضاف كلًا من رفعت الصباح سكرتير عام الحملة العربية للتعليم للجميع، ورضية المتوكل رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان، وريان الشيباني ضابط الإعلام والمحرر في مواطنة.
وابتدأت الفعالية التي يسرتها خولة الرويشان، بحديث، رفعت الصباح، عن واقع العملية التعليمية في العالم العربي، والذي قال إنه متشابه من حيث الأزمة التي يمر بها، كما تطرق للمفاهيم المتعلقة بهذا اليوم، من مفهوم حالة الطوارئ والتعليم في أوقات النزاع، كما أعطى إحصائيات وأرقام خاصة بالأزمة التعليمية في الوطن العربي، وعلى وجه الخصوص اليمن.
وقال الصباح إن "القانون الدولي يعترف اعترافًا صريحًا بالحق في التعليم بأنه حق من حقوق الإنسان ، وأوضح أن "حالات الطوارئ التي تؤثر على التعليم تعني جميع الحالات التي تدمر فيها في ظروف قصيرة من الزمن ظروف الحياة المعتادة، ومرافق الرعاية والمرافق التعليمية للأطفال، وبالتالي يتم تعطيل أعمال الحق في التعليم أو حرمان الأطفال منه، سواء من صنع الانسان أو الكوارث الطبيعية".
وأشار الصباح إلى إنه في اليمن، بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا ما يقارب 3500 طفل، ما بين 2015 و2021، وكما أن هناك 465 واقعة اعتداء على المرافق التعليمية، وتضررت 2500 مدرسة أو تم استخدمها كمأوي، و171 ألف معلم لم يتسلموا رواتبهم.
وأضاف الصباح عن أن هناك 3600 طفل تم تجنيدهم للدخول في النزاع المسلح، وسبعة مليون طفل معرضون لفقدان الحصول على التعليم، و30 حادث اعتداء على التعليم الجامعي، معتبرًا أن النزاعات تمثل عائقًا كبيرًا أمام الحق والوصول للتعليم.
وقال الصباح أن "حماية الحق في التعليم في اليمن يكتسب أهمية خاصة نظرًا للظروف الصعبة التي تمر بها البلد، ونحن نؤكد أن استدامة التعليم وضمان وصول آمن للأطفال والمدارس يجب أن تشكل ملاذًا آمنًا في ظل الحروب والصراعات".
من جهتها، اعتبرت رضية المتوكل أن حماية التعليم، حماية للمستقبل والحرب هي ضد المستقبل، وأشارت إلى أن مواطنة لحقوق الإنسان وثقت من بداية النزاع إلى الآن 902 واقعة اعتداء على المدارس، معظمها احتلال واستخدام واقتحام.
وأوضحت أن 182 واقعة قصف جوي على مدارس ومرافق تعليمية قام بها التحالف بقيادة السعودية والإمارات إلى جانب 85 واقعة قصف بري من قبل مختلف أطراف النزاع، لكن 44 منها تتحملها جماعة أنصارالله (الحوثيون)، بالإضافة إلى الطيران المسير والألغام والاجسام المتفجرة.
وقالت رضية إن النزاع سبب ما يشبه الانهيار التام في المنظومة التعليمية، إلى جانب تحديات أخرى منها النزوح، ومشكلة الرواتب، متطرقة إلى مسألة الاستغلال التي تواجهها العملية التعليمية، مثل المراكز الصيفية التي لا يتم فيها تعليم الصغار إلا الأيديولوجيات التي تتبناها الأطراف.
من جانبه، قدّم ريان الشيباني، تغذية راجعة بما كانت تعانيه العملية التعليمية قبل النزاع، وقال إنها تفتقر لمقومات الاستدامة، معطيًا ملامح عامة عمّا كان يعانيه قطاع التعليم قبل النزاع.
وقال الشيباني إنه مثلما كان التعليم مساهم في بناء السلام، فإن تدهوره مساهم أيضًا في انعدامه.