"مواطنة" تطالب بوقف جرائم إسرائيل في غزة والمساءلة الدولية
قالت منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" في بيان لها اليوم، إن الهجمات الإسرائيلية على مخيمات النازحين الفلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فجر الاثنين 14 أكتوبر 2024، ما هي إلا جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة التي تمارسها إسرائيل، ومحاولاتها المتكررة لتعميق المعاناة في القطاع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 40 آخرين. وجاء في بيان المكتب: "إن القصف الإسرائيلي هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام".
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): "لا يوجد مكان آمن للأطفال في غزة، ويجب أن ينتهي هذا العنف المخزي ضد الأطفال الآن". وأضافت: "امتلأت شاشاتنا مرة أخرى بصور الأطفال الذين يُقتلون ويُحرقون، وصور العائلات التي تحاول الهروب من الخيام التي تتعرض للقصف".
وزعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، أن عناصر حماس تستخدم المستشفى كمركز للتخطيط، على حد وصفه في منشور على صفحته على منصة "إكس". وقال: "أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو قبل قليل، وبدقة، وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك والقيادة الجنوبية، على مخربين كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة تم إنشاؤه في منطقة كانت تعرف سابقًا بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وقد استخدم عناصر حماس مجمع المستشفى لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل".
وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في أحدث إحصائية له تتعلق بالاستهداف للقطاع الصحي والمستشفيات، أن نحو 34 مستشفى في القطاع خرج عن الخدمة، وأن 25 مستشفى تضرر جراء القصف الإسرائيلي، وأن 131 سيارة إسعاف تم تدميرها.
ويأتي هذا الاستهداف بعد حصار القوات الإسرائيلية شمالي غزة الممتد منذ قرابة أسبوعين، ومنع وصول إمدادات الغذاء والماء للنازحين، وتكثيف الهجمات الجوية على مخيمات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني: "أسبوعان طويلان من الغارات الجوية والعمليات البرية المكثفة للقوات الإسرائيلية، أفادت التقارير بمقتل مئات الفلسطينيين، من بينهم أطفال، ولم يُسمح للأمم المتحدة بتقديم أي مساعدات، بما في ذلك الغذاء، منذ 30 سبتمبر/أيلول. وتستمر السلطات الإسرائيلية في استخدام مثل هذه الهجمات، وتخريب البنية التحتية المدنية، والحرمان المتعمد من المساعدات الحيوية كتكتيك لإجبار الناس على الفرار".
تؤكد هذه الهجمات نوايا الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في الاستهداف الممنهج للمدنيين الفلسطينيين، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم، وزيادة رقعة العنف ضد الأطفال والنساء والنازحين الذين يحتمون بالمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء. يتم استهدافهم تحت مزاعم ومبررات غير حقيقية، مع استمرار ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، امتدت على مدار عام كامل ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقال عبدالرشيد الفقيه، نائب رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان: "إن الاستهداف المباشر للنازحين المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء، يأتي ضمن سلسلة الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على مدار عام كامل. وبعد أيام قليلة من الذكرى السنوية الأولى لأحداث 7 أكتوبر وبدء العدوان الشرس على مدنيي القطاع، كل هذا يضع إسرائيل أمام مواجهة حتمية مع منظومة العدالة والمساءلة".
وأضاف الفقيه: "استمرار الحرب وفتح جبهات جديدة للصراع في جنوب لبنان وتوغل الجيش الإسرائيلي هناك واستهدافه للمدنيين يدعو للأسى والحزن العميق والشعور بالخذلان. في الوقت الذي ندعو فيه لوقف الجرائم في القطاع، تفتح جبهات جديدة في لبنان".
ودعت "مواطنة" المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة للتحرك العاجل والمسؤول لوقف جرائم القوات الإسرائيلية، وإيقاف شلالات الدم وآلة الدمار في قطاع غزة والمناطق الأخرى. كما دعت إلى دعم الجهود المتعلقة بالمساءلة التي تقودها كل من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لوضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، والدفع نحو تشكيل آلية تحقيق دولية ومستقلة للتحقيق في الانتهاكات والجرائم الدولية المرتكبة من قبل إسرائيل، لضمان مساءلة الجناة وجبر ضرر الضحايا والانتصاف لهم.
وتطالب "مواطنة" بالوقف الفوري للهجمات على المستشفيات والمدارس والأعيان المدنية ومخيمات النازحين، مؤكدة أن ما تقوم به إسرائيل من خروقات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان يضع المجتمع الدولي والحركة الحقوقية الدولية في مأزق حقيقي وحرج شديد، خاصة مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى (42289) قتيلاً حتى الآن.
كما تؤكد "مواطنة" على ضرورة وضع حد للانفلات المتزايد للقوات الإسرائيلية في المنطقة، وأن استمرار هذا الجنون سيقود إلى حرب شاملة في المنطقة ستكون آثارها مدمرة على ملايين السكان، وتهدد الأمن والسلام العالمي.