اختراق إيجابي بين ممثلي الأطراف اليمنية في مشاورات مسقط
رحبت مواطنة لحقوق الإنسان، بإعلان مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن هانس غروندبرغ، مساء اليوم الأربعاء، عن تحقيق اختراق إيجابي خلال المفاوضات الجارية بين ممثلي الأطراف اليمنية في مسقط، بشأن إطلاق سراح المحتجزين على ذمة النزاع في اليمن، بمن فيهم السياسي محمد قحطان المختفي قسرياً لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وحثت مواطنة الأطراف على مواصلة الجهود الإيجابية في سبيل الإفراج عن جميع المُختفيين قسرياً والمُحتجزين تعسفياً لدى مختلف الأطراف في عموم المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى حل كافة الإشكالات المتفاقمة في بقية الملفات وعلى رأسها الملف الإقتصادي وملف مرتبات الموظفين وغيرها من الملفات.
وطبقاً للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن، مساء اليوم، على حسابه على منصة التدوين المصغر "إكس"، فإن: "جولة المفاوضات الجارية والتي انطلقت في سلطنة عمان بشأن ملف المحتجزين على خلفية النزاع تجري في أجواء إيجابية وبناءة حتى الآن، وقد توصلت الأطراف لتفاهم حول إجراءات لإطلاق سراح محتجزين على ذمة النزاع بينهم محمد القحطان"، وتابع: "يشدد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن على أهمية استكمال التفاوض حول هذا التفاهم بروح من المسؤولية، لتحقيق نتائج ملموسة على طريق الإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النزاع بموجب مبدأ: الكل مقابل الكل". لافتًا إلى أن جولة المفاوضات الحالية تأتي كجزء من الجهود الأممية المستمرة في دعم الأطراف لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم.
وقالت رضية المتوكل، رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان: " إن توصل الأطراف إلى تفاهم إيجابي بشأن ملف المحتجزين على ذمة النزاع في اليمن يشمل السياسي محمد قحطان المختفي قسرياً لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في مستهل المشاورات الجارية حاليًا في سلطنة عمان أمر يدعو للتفاؤل، للذهاب أبعد من ذلك في حل الملفات الأخرى التي لا تقل أولوية عن ملف المحتجزين تعسفياً أو المختفيين قسرياً على ذمة الصراع، ومنها فتح الطرق والمنافذ بين جميع مناطق ومحافظات اليمن، دفع مرتبات الموظفين في القطاع العام المتوقفة منذ أغسطس/ آب 2016، وحلحلة المشكلات الاقتصادية وتوحيد العملة..".
وأكدت المتوكل: "أن هذه المشاورات تعد فرصة لا ينبغي التفريط بها لوضع خاتمة لمعاناة ملايين اليمنيين واليمنيات الذين كابدوا ويلات الحرب زهاء عشر سنوات، وهي أيضًا مسؤولية تقع على عاتق الأطراف المشاركة لجعل مصلحة اليمن الجامعة أولوية على كل المصالح الفئوية أو العصبوية أو الحزبية"، مُبينةً أن "ملايين اليمنيين حاليًا يعولون جُلّ آمالهم على ما ستسفر عنه هذه المفاوضات، بعد أن تحملوا ما يتجاوز احتمالهم من أوزار الحرب وتبعاتها القاصمة وفي مقدمتهم عائلات المختفيين قسريًا والمُحتجزين تعسفياً لدى الأطراف المختلفة، وقد آن الوقت لينالوا الانصاف والجبر".
يشار إلى أن جولة المشاورات الحالية التي انطلقت يوم الأحد 30 يونيو/حزيران في مسقط، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، ويشارك فيها ممثلون عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وممثلون عن جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بهدف التوصل إلى صيغة توافقية مشتركة تمهد لإنهاء النزاع في اليمن وحل المشكلات العالقة بين الأطراف المختلفة، تتم برعاية سلطنة عمان، التي تحظى بعلاقات جيدة مع كل من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والسعودية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، وقد ساهمت في إنجاح جولات تفاوض سابقة، أدت إلى إطلاق سراح دفعتين من المُحتجزين، إذ بلغ عدد المُفرَج عنهم في الدفعة الأولى أكثر من 1000 مُحتجز، في حين بلغ عدد المُفرَج عنهم في الدفعة الثانية نحو 900 مُحتجز.
وجددت مواطنة لحقوق الإنسان دعوتها للأطراف المشاركة في مفاوضات مسقط التي أتمَّت يومها الرابع، إلى التحلي بالمرونة وتغليب مصلحة اليمنيين واليمنيات على كل الاعتبارات الأخرى، وعدم تفويت هذه الفرصة لحل جميع المشكلات الاقتصادية والأمنية والإنسانية، لوضع حد للتردي الشامل الذي يعيشه اليمن ومواطنوه منذ نحو عشر سنوات متواصلة.