مواطنة تدين موقف واشنطن المستمر في دعم جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين واليمن

استقبال مُتّهم بجرائم حرب ومطلوب للعدالة الدولية في واشنطن مُشين ومخيّب

July 24, 2024

قالت مواطنة لحقوق الإنسان، في بيان لها اليوم، إن استقبال الولايات المتحدة الأمريكية، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يلقي كلمة أمام الكونغرس الأمريكي اليوم الأربعاء، ويلتقي بالرئيس جوزيف بايدن يوم الخميس، رغم أن نتنياهو مُتهماً من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب ومطلوب للعدالة الدولية، يقدم دليلاً إضافياً على تواطؤ وتورط واشنطن في جرائم الحرب الإسرائيلية بأسلحة أمريكية في فلسطين واليمن وعلى نطاق واسع في الشرق الأوسط.

وقالت رضية المتوكل، رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان: " إن دعم الولايات المتحدة المالي والعسكري والسياسي لإسرائيل على الرغم من سجل إسرائيل في انتهاكات حقوق الإنسان في غزة والآن في اليمن، ومكافئة نتنياهو باستقبال حافل في واشنطن، عوضاً عن احتجازه وتحويله للمحكمة الجنائية الدولية، سلوك مُشين ومُخيب، يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية صديقاً دائماً لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

وتتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ طويل في تمكين وارتكاب انتهاكات القانون الدولي الإنساني في اليمن، من خلال عملياتها المميتة التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين على مدار العشرين عامًا الماضية في اليمن، حيث استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 2002 إلى 2014، عمليات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية والقصف البحري، إما بموافقة الحكومة اليمنية أو بدونها، بحجة "مكافحة الإرهاب"، بالإضافة إلى الدعم العسكري واللوجستي الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لعمليات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، في الفترة من 2015 إلى 2022، والتي تسببت في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين (قتلى وجرحى)، نتيجة لمئات الهجمات الجوية، التي استهدفت المدنيين والمناطق السكنية والبنية التحتية والأهداف الاقتصادية التي تعتبر حيوية لبقاء السكان المدنيين.

ورغم الفظاعات المُرتكبة في اليمن، على امتداد سنوات الصراع التسع، وخلافاً للوعود الانتخابية لبايدن، أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، يوم الثلاثاء 23 يوليو/تموز 2024، عن موافقة إدارة بايدن، على إرسال معدات عسكرية بقيمة 2.8 مليار دولار إلى المملكة العربية السعودية ، والتي "ستحسن قدرة المملكة العربية السعودية على ردع التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال توفير الدعم والتدريب للمنصات و أساطيل الطائرات الحالية للقوات الجوية الملكية السعودية"، حيث تواصل واشنطن العمل كواحدة من موردي الأسلحة الرئيسيين للمملكة،.

وأكدت مواطنة، أن فرقها الميدانية في مدينة الحديدة، عثرت على أجزاء من أسلحة أمريكية استُخدمت في الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، كما تم العثور عليها في مواقع العديد من الهجمات غير القانونية السابقة في اليمن، حيث بدأت مواطنة لحقوق الإنسان، عبر فرقها الميدانية، بتوثيق أثر هجمات الطائرات الحربية الإسرائيلية على موانئ الحديدة والصليف ومحطة الكهرباء في مدينة الحديدة (شمال غرب اليمن) فور وقوعها مساء السبت. وتحقق الفريق، من خلال زياراته للمستشفيات والمرافق الطبية، من مقتل تسعة من عمال الميناء وإصابة أكثر من ثمانين شخصًا جراء ست غارات جوية مزدوجة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في الساعة 5:50 مساءً. على المنشآت النفطية وخزانات الوقود في ميناء الحديدة. وتسببت هذه الهجمات بأضرار جسيمة في رافعات الميناء، وتدمير أو تلف جزئي لنحو 43 خزانا وحاوية وقود في ميناء الحديدة، كما استهدفت محطة الكهرباء المركزية في منطقة الكذيب بمديرية الصليف، كما دمرت ثلاثة خزانات وقود، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل. انقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحديدة، وأدى إلى اندلاع حرائق ضخمة حاولت فرق الإطفاء إخمادها منذ ما يقرب من أربعة أيام.

بدأت مواطنة لحقوق الإنسان من خلال فرقها الميدانية توثيق آثار هجمات الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على مينائي الحديدة والصليف ومحطة توليد الكهرباء في مدينة الحديدة (شمال غرب اليمن) فور وقوعها مساء السبت. وتحقق الفريق، من خلال زيارات المستشفيات والمرافق الطبية، من مقتل تسعة من عمال الميناء وإصابة أكثر من ثمانين آخرين جراء ست غارات جوية مزدوجة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في الساعة 5:50 مساء على منشآت نفطية وخزانات وقود في ميناء الحديدة. وألحقت هذه الهجمات أضرارا جسيمة برافعات الموانئ، ودمرت أو ألحقت أضرارا جزئية بنحو 43 خزان وحاوية وقود في ميناء الحديدة، واستهدفت محطة الكهرباء المركزية في منطقة الكثيب بمديرية الصليف، ودمرت ثلاثة خزانات وقود، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل في مدينة الحديدة، واندلاع حرائق هائلة كافحت فرق الإطفاء لإخماها  لما يقرب من أربعة أيام.


كما أدت الهجمات إلى نزوح كبير للسكان داخل مواقع الهجمات وحولها. وتقدر "مواطنة" نزوح نحو 100 أسرة من منطقة الكاذيب بمديرية الصليف (حيث يقيم عمال محطات الكهرباء)، ونزوح نحو 150 أسرة من منطقة ميناء الحديدة، والانتقال إلى وسط مدينة الحديدة ومحافظة صنعاء.

وتفقد فريق "مواطنة" الميداني موقع الحادثة، والتقط أكثر من 22 صورة لبقايا أسلحة من الهجمات، ولا تزال بيانات الشركة المصنعة مرئية. تم إرسال هذه الصور إلى ثلاثة خبراء أسلحة ، قاموا بمراجعة تفاصيل الشركة المصنعة والتحقق منها.

وتشير النتائج الأولية التي توصل إليها الخبراء الثلاثة إلى أن البقايا هي على الأرجح قنابل صغيرة القطر، كثيرا ما تستخدم في غزة. يبدو أن هناك أنواعا متعددة من الذخائر، بعضها مصنوع على الأرجح في الولايات المتحدة والبعض الآخر في إسرائيل. لا يزال الخبراء يعملون على تحليل هذه الرفات لمزيد من التفاصيل
أجرى الفريق الميداني تسع مقابلات مع مسؤولي المرفأ والناجين وشهود العيان، الذين أعربوا جميعا عن مخاوفهم من انتشار الحرائق إلى خزانات الغاز وإحداث دمار هائل.
وقال أحد الناجين ل"مواطنة": "نجوت بأعجوبة من النيران، مع جحيم هائل خلفي كما لو كان قادما من الجحيم".

بالإضافة إلى ذلك ، صرح مسؤول في الميناء ، "تسببت الضربات في تسرب الوقود إلى البحر ، مما أدى على الأرجح إلى كارثة بيئية وشيكة ، مع استمرار أعمدة الدخان لمدة ثلاثة أيام ، مما تسبب في أضرار بيئية كبيرة".

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بعد الضربات الإسرائيلية على الحديدة، "يمكن رؤية النار المشتعلة حاليا في الحديدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والأهمية واضحة. في المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، ضربناهم. وسنفعل ذلك في أي مكان قد يكون مطلوبا فيه". لم تكن أفعالهم ردا متناسبًا على هجوم الطائرات بدون طيار في اليوم السابق على يافا (تل أبيب) من قبل جماعة الله الأنصار (الحوثيين)، كما هو مطلوب بموجب معايير الدفاع عن النفس الدولية والرد المشروع. وفقا للاتفاقيات الدولية، يجب أن تكون هذه الردود ضرورية ومتناسبة وموجهة نحو الأهداف العسكرية، مع تجنب الاستخدام المفرط للقوة. بدلا من ذلك، قتل الهجوم وجرح مدنيين، واستهدف عدة مواقع مدنية، بما في ذلك أشياء لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة. كما أعاقت الهجمات القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى اليمن عبر الميناء.

تجدر الإشارة إلى أن إعادة إعمار ميناء الحديدة بعد الأضرار الناجمة عن النزاع المسلح في اليمن تحققت من خلال جهود الأمم المتحدة للحفاظ على عمليات الميناء وضمان وصول المساعدات الإنسانية الأساسية والوقود والسلع الأساسية والإمدادات الطبية. ومع ذلك، فإن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى تقويض هذه الجهود الأممية والدولية لاستعادة عمليات ميناء الحديدة للأغراض المذكورة سابقا.

ودعت مواطنة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الهجوم. كما يحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات فعالة لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، والتي تشمل جرائم حرب واسعة النطاق ارتكبت في غزة. بالإضافة إلى ذلك، يدعو البيان المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة إلى تنفيذ تدابير فعالة لمعالجة العواقب والأضرار الناجمة عن هذا الهجوم.