الاختفاء القسري.. مصير المدنيين كورقة في الحرب

تعمل مواطنة لحقوق الإنسان على تقديم الدعم القانوني لضحايا الاختفاء القسري، حيث وثقت منذ العام 2016 حتى ديسمبر 2021، 955 واقعة اختفاء قسري. 

January 1, 2021

تعمل مواطنة لحقوق الإنسان على تقديم الدعم القانوني لضحايا الاختفاء القسري، حيث وثقت منذ العام 2016 حتى ديسمبر 2021، 955 واقعة اختفاء قسري. 

والاختفاء القسري وفق الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري: يقصد ب‍”الاختفاء القسري“ الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون.

خلال العام 2021 فقط، وثقت مواطنة 154 حالة اختفاء قسري، من بينهم 9 أطفال. تتحمل جماعة أنصار الله (الحوثيون) المسؤولية عن 49 حالة اختفاء قسري في محافظات: الحديدة، وذمار، وإب، وأمانة العاصمة، وتعز، وحجة، وصعدة، والبيضاء، والضالع، وصنعاء، وريمة. كما تتحمل القوات الحكومية المسؤولية عن 47 حالة اختفاء قسري في محافظات: مأرب، وتعز، وعدن، والضالع، والمهرة، وحضرموت، وشبوة، فيما ارتكبت التكوينات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المسنودة إماراتيًا 31 حالة اختفاء قسري بحق مدنيين في محافظات: عدن، وأبين، والضالع، ولحج، وحضرموت، فيما ارتكبت القوات المشتركة في الساحل الغربي المسؤولية في اختفاء شخصين في محافظة الحديدة، كما تتحمل قوات التحالف المسؤولية عن اختفاء 7 أشخاص في محافظة حضرموت.

في يوم الأربعاء 23 يناير/كانون الثاني 2019، كان سام الشامي في طريقه من مكان إقامته بصنعاء إلى مطار سيئون، وعند مدخل مدينة مأرب تم إيقافه في نقطة "الفلج" وتم نقله على متن عربة عسكرية إلى مكان مجهول. توجه أقارب سام إلى محافظة مأرب للبحث عنه، ولكن أجهزة الأمن هناك نفت وجوده لديها.

تقدم أقارب سام بشكوى خطية إلى وكيل وزارة الداخلية، وقد وجه بدوره إدارة الأمن بالإفراج عنه مع طلب ضمانة، وفي مقر إدارة الأمن علم أقارب سام أنه محتجز في مقر جهاز الأمن السياسي بمأرب. لم يعمل المسؤولون عن الأجهزة الأمنية في مأرب بتوجيه نائب وزير الداخلية، أما المسؤول عن ملف المحتجزين في محافظة مأرب، وهو شخص لا يحمل صفة رسمية، فلم يقابل أقارب سام.

وقال أقارب المحتجز سام ل”مواطنة” لحقوق الإنسان أنه سُمح لهم بزيارته لأول مرة بتاريخ 29 يناير/ كانون الثاني 2019 ، ولم يسمح لهم بالزيارة بعد ذلك سوى مرة واحد بعد أسبوعين من ذلك التاريخ. وقال أمين علي (35 سنة) وهو أحد أقارب سام: "قابلت سام في مركز الاحتجاز ووجدت حالته النفسية متعبة جدا، وأخبرني أنهم وجهوا له العديد من التهم من بينها أنه مسؤول الملف الإيراني لدى جماعة أنصار الله- الحوثيين. وأضاف أمين: "لا علاقة لسام بذلك؛ فسام رجل مدني، تهمته الوحيدة أن لقبه الشامي".

ولا يزال سام المحتجز حتى كتابة هذا التقرير. وقال أحد أقاربه ل”مواطنة” إن أحد القائمين على إدارة الأمن السياسي بمأرب أبلغهم بنيتهم عدم الإفراج عنه إلا بصفقة بتبادل "الأسرى" المقاتلين مع جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وتنتهك الاختفاءات القسرية أو تمثل تهديدًا بانتهاك عدد من أحكام القانون الدولي الإنساني العرفي، منها الاحتجاز القسري، والتعذيب، وأساليب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية، والقتل. ويقع الاختفاء القسري عندما تعتقل السلطات شخصًا ما وتنكر احتجازها له أو ترفض الاعتراف بمصير الشخص ومكان وجوده. ويكون الأشخاص المختفون قسريا عُرضة للتعذيب وأساليب المعاملة السيئة الأخرى، خاصة عندما يتم احتجازهم في مراكز احتجاز غير رسمية. ويجب على أطراف النزاع اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع الاختفاءات القسرية، كتسجيل أسماء المحتجزين، واتخاذ كل الإجراءات المناسبة لتفسير مصير كل الأشخاص المختفين بسبب النزاع، وتزويد أفراد عائلاتهم بمعلومات عن مصائرهم.