عمليات التقييم والتدقيق المُستقلة

السبيل الأمثل لتعزيز العمل المؤسسي لخدمة الضحايا والقضايا

August 18, 2024

خلال النصف الأول من العام 2024، خضعتْ مختلف جوانب عمل مواطنة لعمليات تدقيق وتقييم مُعمقة وشاملة، أجرتها جهات تقييم وتدقيق دولية مُتخصصة ومُستقلة، وتفاعل معها فريق مواطنة في مُختلف الوحدات والإدارات بانفتاح وإيجابية وامتنان، لإدراكنا وإيماننا الراسخ في مواطنة بأهمية عمليات التقييم والتدقيق المستقلة؛ لجهة استكشاف أوجه القصور والإضاءة عليها، ولجهة تلافيها ومنع تكرارها، ولجهة تطوير وتجويد مختلف جوانب عملنا، ولجهة استدامته وتعزيز وتوسيع آثاره الإيجابية لصالح الضحايا والقضايا.

إننا نُدرِك في مواطنة لحقوق الإنسان، أنَّ كلَّ جهد بشري مُعرض بالضرورة للقصور والأخطاء، كما نُدرك أن تطور عملنا المؤسسي الحقوقي والمالي والإداري الدقيق والقوي والفعال والمستقل على امتداد السنوات الماضية قد تأسس على جُملة من الملاحظات والانتقادات والمقترحات الوجيهة، التي تلقتها المنظمة وتوقفت بمسؤولية وجسارة وجدية عندها، لدراساتها وتحليلها، ثم استيعاب ما هو وجيهٌ منها، بالإضافة إلى جُملة من العوامل الرئيسية الأخرى ذات الصلة بقوة ورسوخ وثبات عملها المؤسسي، وسط ظروف احتراب عاصفة، وجهود استقطاب حادة، وعمليات استهداف متوالية ومُنسقة بعناية لتقويض عملها وسمعتها بالترغيب والترهيب.

ونظراً للأثر الإيجابي المتحقق لذلك النهج، كأحد السبل المُثلى لتطوير عمل مواطنة المؤسسي في خدمة الضحايا والقضايا، بالإضافة لاختيار النهج التشاركي في هويتها المؤسسية، فقد هيَّأتْ المنظمة نظامها المؤسسي -على مستوى الهيكل والسياسات واللوائح والعمليات، وعلى مستوى الإدارة والعاملات والعاملين- للتعامل مع عمليات التقييم والتدقيق، ومع كافة المقترحات والملاحظات والانتقادات بانفتاح وإيجابية وامتنان، وبادرتْ بتصميم وبناء وتطوير آليات تقييم وتدقيق سلسة وفعالة لتلقي الملاحظات والمقترحات، في إطار تعزيز مساقات الرقابة والتقييم والتعلم والجودة والمساءلة الداخلية، وتخطط المنظمة لتوسيع نطاق وآليات عمليات التقييم والتدقيق -الداخلية والخارجية- بمشاركة أوسع من أصحاب المصلحة العديدين، في إطار رؤى مواطنة للتطوير المؤسسي.

ومما ثبُت لمواطنة بالتراكم، أن مقاربة أعمال جهات وبُنى النفع العام لا تحتكم للآراء والانطباعات والأمزجة الشخصية، ولا للحملات، سواءً قلَّتْ أم كثرتْ، ولا للدعاية والبروباجاندا، البيضاء أو السوداء، مع أو ضد، بل لآليات ومناهج تقييم وتدقيق راسخة، تضع مشاعر الأفراد، من رضا أو سخط، ومن محبة أو بغض، ومن إشادة أو ذم، ومن مدْحٍ أو قَدْح، ومن تلميعٍ وتبجيل أو تشهيرٍ وتلفيق وتحريض، ومن قبولٍ أو رفض، جانباً، وتحتكم إلى مخرجات عمليات التقييم والتدقيق القائمة على مناهج وآليات بالغة الدقة والإنصاف، لذا ركزت مواطنة جُل جهدها على جودة ودقة وسلامة الآليات والعمليات والأنشطة، فكانت دوماً نتائج عمليات التقييم والتدقيق السنوية والدورية، الروتينية والمفاجئة والاستثنائية، دقيقة ومُنصفة وعادلة، ضداً على كل مضامين حملات التشهير والتلفيق والدس الظاهرة والخفية.