في فعالية بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان

حقوقيات وحقوقيون : لا بُد من المساءلة عن الإنتهاكات في اليمن

December 8, 2022

بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظمت مواطنة لحقوق الإنسان، اليوم، فعالية نقاشية عن وضع حقوق الإنسان في اليمن شارك فيها السفير الهولندي لدى اليمن بيتر ديريك هوف، وممثلات وممثلين عن منظمات حقوقية ومدافعات ومدافعي حقوق الإنسان في اليمن عبر منصة (زووم) على الإنترنت.

وسيّر الفعالية أسامة الفقيه مدير وحدة المناصرة في مواطنة، والذي عرف بالحاضرين ومن ثم قدم نبذة عما تقوم به مواطنة في هذا المجال وعن الوضع العام لحقوق الإنسان في اليمن، وأشار إلى أهمية مناقشة ملف الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية في هذه الفعالية، وذلك من أجل زيادة المناصرة في هذا المجال.

وافتتحت الفعالية رضية المتوكل رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان، بالقول إن احتفال مواطنة باليوم العالمي لحقوق الإنسان هو تأكيد على صلة اليمن بالعالم، وعلى عالمية حقوق الإنسان التي لا يجوز أن تتمتع بها مجتمعات دون أخرى. كما قالت إن مواطنة اختارت ملف الاعتقالات والاختفاء القسري والتعذيب ليكون محور هذه الفعالية، وهي من أنماط الانتهاكات التي تتساوى فيها جميع أطراف النزاع في اليمن. كما شكرت السفير الهولندي والسفارة الهولندية على دعم مواطنة لتصبح قادرة على تقديم الدعم القانوني لضحايا هذه الانتهاكات في اليمن والمساهمة في صناعة أثر إيجابي في حياة العديد منهم. وفي الأخير أكدت أن هناك أفراد ومنظمات محلية أخرى تساهم في نفس الاتجاه، وباركت للمحامية عفراء الحريري على انتزاع حكم البراءة للصحفية هالة باضاوي في حضرموت.

من جانبه تحدث السفير الهولندي بيتر ديريك هوف في مداخلته عن دور الحكومة الهولندية في دعم مشاريع السلام والمساءلة القانونية لكل مرتكبي جرائم حقوق الإنسان في اليمن، والتي تورطت فيها جميع أطراف الصراع في اليمن بارتكابها.

وعبر عن أسفه لفشل استمرار الهدنة الإنسانية و”التي كان يجب أن تصل إلى حل سياسي دائم لولا عناد الحوثيين الذي حال دون ذلك”، حسب قوله. وأشار بيتر إلى أن مسألة دعم حقوق الإنسان وحقوق المرأة في اليمن يعتبر جزءا من سياسة الحكومة الهولندية المرتبطة بسياستها العالمية.

وعبر عن أسفه من عدم تجديد فترة فريق الخبراء البارزين في الأمم المتحدة المعني باليمن والذي كان يقوم بدور كبير من ناحية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وعرضها على مجلس الأمن.

وشدد بيتر على ضرورة تفعيل عملية مساءلة قانونية من أجل محاسبة كافة الأطراف المتورطة بانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وذلك من أجل ضمان عدم ارتكاب جرائم أخرى مستقبلا.

وعبر بيتر عن امتنانه الشديد إلى كل مدافعات ومدافعي حقوق الإنسان في اليمن والذي يبذلون جهود وصفها بالجبارة في وضع إنساني وأمني صعب منذ سنوات.

من جانبها، تحدثت بنيان جمال مديرة وحدة الدعم القانوني في مواطنة لحقوق الإنسان، عن دور الوحدة القانونية في التعامل مع القضايا التي تختص بها وحدتها، وشرحت آلية العمل المتبعة من حيث الرصد والتوثيق عبر النزول الميداني والتأكد من صحة كافة المعلومات ورفع التقارير اللازمة وتقديم المساندة القانونية اللازمة من قبل محاميات ومحامو المنظمة .

وقدمت المحامية عتاب محمد من فريق الدعم القانوني في مواطنة في محافظة حضرموت جانب من التحديات والعوائق التي تواجه المحاميات والمحامين في الميدان مستدلة بقضية الصحفية هالة باضاوي التي أعلن تبرئتها من كافة التهم الموجهة لها في وقت سابق، أمس، وعرضت جانب من التهديدات والمضايقات التي تعرضت لها بسبب متابعتها لهذه القضية ، كما قدمت المحامية نوال الهلالي من تعز جانب من الصعوبات والتحديات التي تواجهها كمحامية خلال عملها في تقديم المساندة القانونية للضحايا .

من جهة أخرى قال المحامي في مواطنة، حسام الارياني، إن وحدة الدعم القانوني في المنظمة ساهمت منذ بداية العام 2023 في الإفراج عن 370 ضحية في 18 محافظة من أصل 500  حالة احتجاز تعسفي وثقتها المنظمة من بينهم 76 ضحية وثقت تعرضهم للتعذيب ، فيما تواصل محاميات ومحامو المنظمة متابعة أكثر من 400 قضية .

وشرح الارياني جملة من العوائق والتهديدات التي يتعرض لها فريق المحاميات والمحامين أثناء عملهم منها صعوبة التنقل بين المدن وايقافهم من قبل النقاط العسكرية ومنعهم من العبور وصعوبة زيارة أماكن الاحتجاز لاسيما الأماكن العسكرية المعرضة للقصف، ورفض المسؤولون مطالبات الإفراج عن المحتجزين ومخاوف بعض أهالي الضحايا من الأطراف المنتهكة .

نجلاء فاضل ممثلة رابطة أمهات المختطفين، تحدثت بدورها، عن دور الرابطة في متابعة قضايا الاعتقالات التعسفية، وقالت إن الرابطة استمعت إلى مئات المعتقلين الذين تعرضوا إلى العديد من الانتهاكات والتعذيب الجسدي والنفسي ، وأن الرابطة وثقت مقتل أكثر من 80 معتقل في أماكن الإحتجاز ، وأشارت إلى أن الرابطة سعت ولا تزال إلى تقديم كل من تورط بعمليات الاعتقال التعسفي بحق أي إنسان إلى المحاسبة القانونية من أجل وقف هذه الانتهاكات الجسيمة.

تحدث- أيضًا- ممثل منظمة مساءلة لحقوق الإنسان سالم ين جلال من مأرب عن دور منظمات حقوق الإنسان في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والعمل على المطالبة في محاسبة مرتكبي أي انتهاكات والحد منها.

ناصر الخليفي من منظمة ضمير للحقوق والحريات في محافظة شبوة استعرض الوضع الحقوقي والإنساني في شبوة وكيف ساهمت الحروب المتقطعة هناك في زيادة حالات الانتهاكات المختلفة، وشدد على ضرورة إنشاء آلية دولية من أجل المسائلة في ادعاءات حقوق الإنسان ومحاسبة الأطراف المحلية والدولية المتورطة في جرائم حقوق الإنسان في اليمن.

في ردها على أسئلة الحاضرين قالت رضية المتوكل رئيسة مواطنة أن أقل ما تستحقه اليمن هو آلية دولية للمساءلة الجنائية، آلية تكون قادرة على جمع وحفظ الأدلة، وأكدت عزم مواطنة وشركائها على المضي قدما للضغط بهذا الاتجاه متمنية أن لا يخذل المجتمع الدولي اليمن مجدداً في دورة مجلس حقوق الإنسان في مارس المقبل.

وأخُتمت الفعالية، بأغنية “عشاق النهار” التي أنتجتها  مواطنة بإذن خاص من الشاعر الراحل عبدالعزيز المقالح.