دينا وأمنية ضحيتا دهس

عند الحادية عشرة ظهرًا انتهى الدوام المدرسي، وبينما خرجت الطالبات، على بعد حوالي 40 مترًا من المدرسة يتقاطرن عائدات إلى منازلهن، أقبل طقم عسكري يتبع اللواء التاسع عمالقة (يتبع القوات المشتركة في الساحل الغربي) مسرعًا كالعادة...

November 15, 2021

موت يحرق القلب

محمد سالم

15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021

الطفلة دينا هائل مجلس (7 سنوات)، أصغر طفلة في عائلتها، تسكن في إحدى القرى الريفية بالخوخة، محافظة الحديدة مع والديها. في بداية العام الدراسي تركت القرية وذهبت إلى مدينة الخوخة لتستقر في بيت أختها، وتلتحق هي وبنت أختها أمنية فخري راسم (7 سنوات) بمدرسة مجمع 22 مايو، بالصف الأول الابتدائي.في صباح الإثنين 17 فبراير/ شباط 2020، ذهبت الطفلتين -كالعادة- ومعهن طالبات من أبناء الحي إلى المدرسة، ويحملن على ظهورهن الحقائب المدرسية.عند الحادية عشرة ظهرًا انتهى الدوام المدرسي، وبينما خرجت الطالبات، على بعد حوالي 40 مترًا من المدرسة يتقاطرن عائدات إلى منازلهن، أقبل طقم عسكري يتبع اللواء التاسع عمالقة (يتبع القوات المشتركة في الساحل الغربي) مسرعًا كالعادة، ولم يتريث أو يخفف من سرعته كونه بجانب مدرسة. اصطدم بالطفلتين ثم أوقعهن تحت إطاراته دهسًا، وشاءت إرادة الله أن تنجو الطالبات الأخريات من الدهس.دينا، الطفلة التي انضغط رأسها وتهشم، ماتت على الفور، أما الطفلة أمينة فإصابتها أيضًا في الرأس، لكنها ماتت بعد سبع دقائق من دهسها. لم تشفع لهاتين الطالبتين تلك الابتسامات المرسومة على الحقائب التي كن يحملنها فوق ظهورهن، من الموت.نظر سائق الطقم إلى الطفلتين بعد أن دهسهما، وفرّ هاربًا، تاركًا إياهن يصارعن الموت. أُخِذت الطفلتان وأسعفن إلى المستشفى الميداني بالخوخة، لكن دون فائدة. عُدن جثثًا هامدة، وقد استبدل الزي المدرسي بالكفن.

"بعد أن دهس الطقم بنتي وأخت زوجتي وفرّ هاربًا، لم أتوقع أنهما ماتتا، لكن عندما جئت إلى المستشفى نظرت إلى ابنتي وهي ملطخة بالدماء، ورأيت أثر الدهس على وجهها، أما دينا فرأسها مكسور ووجهها لا يعرف؛ أصبت بالصدمة".

يضيف الوالد المكلوم:

"في حياتي مرت عليّ كثير من المواقف السيئة والمحزنة، لكن لم أبكِ ولم أحزن طوال حياتي، مثلما بكيت وحزنت في هذه المصيبة. موت أحد أبنائك ليس كموت أي أحد، فموت الابن يحرق القلب".