تهمةٌ مباغتة وتعاملٌ أهوَج
في الساعة الثالثة من عصر يوم الثلاثاء، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قام جنودٌ مسلحون بملابس عسكرية وأسلحة رشّاشة، بينهم ثلاثنساء شُرطيَّات، باقتحام منزل المواطن سعيد صالح (اسم مستعار)،(27 سنة)، الواقع في شارع الثلاثين – حي مسجد الفاروق، بمدينة عتق، محافظة شبوة.
جاء الجنود على متن مركبتَين عسكريّتَين (طَقمَين)،تابعِين لأمن شبوة وقوات دفاع شبوة؛ قاموا بمحاصرة المنزل، فيما دخلت الشرطيّاتالثلاث إلى المنزل، وشرعن في تفتيش المنزل وأخذ الجوالات، والعبث بأغراض المنزلوأثاثه، وتكسير الخِزانات والأدراج، والعبث بالملابس والمقتنيات الشخصية لأهلالدار، بطريقة همجية أثارت الهلع في قلوب الموجودين، وخصوصًا الأطفال.
بعد الانتهاء من تفتيش الدار والعبث بمحتوياته،قاموا باعتقال الشاب سعيد صالح (الذي يقيم ويعمل في صنعاء، وكان قد وصل حديثًا إلىشبوة لزيارة عائلته، بعد أن جاش به الشوق إليهم)؛ وضعوه على ظهر المركبة (الطَّقم)،واضعِين عصابة (عبارة عن شال) على عينيه، واتجهوا به إلى سجن البحث الجنائي بشبوة،بتهمة العمل مع الحوثيين، دون تقديم أيّ دليل يثبت اتهامهم.
تم احتجاز سعيد في سجن البحث الجنائي بشبوة، فيغرفة يتكدس فيها أكثر من 30 سجينًا، قليلة التهوية، وتفتقر إلى النظافة، وكذلكدورات المياه، وفوق ذلك، لم تكن الزيارة مسموحةً بداية فترة الاحتجاز.
والد سعيد رجلٌ مزارعٌ مُسِنّ، من مديرية مرخة،يذرف الدموع كلّما وقفَ أمام صورة ابنه أو شاهدها في شاشة هاتفه المحمول؛ صار قليلالكلام إلّا من قول: "حسبنا الله ونعم الوكيل".
حين تُوفِّي ابن عم سعيد ، لم يُسمح لسعيد بحضورعزاء ابن عمه والمشاركة في تشييعه.
أمّا والدته (أمّ سعيد) وعائلته، فيتذكرون سعيد الغائبعن سُفرة مائدتهم منذ أكثر من خمسة أشهر، بحسب ما قاله شقيق سعيد.
في وقت لاحق من إفادة شقيق المحتجز، تم إحالةالضحية (المحتجَز سعيد صالح) إلى النيابة، بتهمة انتمائه لجماعة أنصار الله (الحوثيين)،والقيام بزراعة عبوات متفجرة.