لتفتح لكم الفرحةُ قلبها

مواطنة تهنئ المدنيات والمدنيين اليمنيين بعيد الفطر

April 21, 2023

سيكون هذا العيد مختلف قليلًا. على الأقل نستطيع أن نقول إن ما يقارب من 900 من أسر المحتجزين اليمنيين في سجون الأطراف، ألتم شملها بذويها أخيرًا، وصارت- بالفعل- فرحتهم فرحتين.

الظروف أيضًا مواتية أكثر من أي وقت مضى، لتوقيع اتفاق سلام شامل. ومثلما كانت الحرب مصلحة خاصة، وأنانية، وتخص أقليات سياسية، فإن السلام الدائم مصلحة الأغلب الأعم من المدنيات والمدنيين اليمنيين، على أن حياتهم كلها مترتبة عليه.

كل ثغرة نور في الجدار السميك، هو صنيعكم أنتم.. كل اليمنيات واليمنيين، الذين حافظوا- ما استطاعوا- على حياتهم في خضم الموت. كافحوا جاهدين ليبقى هذا الخيط مستمر، في أشد الأوقات قتامة. صُناع وحرفيين وأكاديميين/ أكاديميات، وكُتّاب/ كاتبات وناشطين/ ناشطات، من المدنيين والمدنيات. صحيح أن المعاناة لا تزال قائمة، ولا يزال العبء ثقيلًا، لكن “بعد الحرايب عافية”، كما يقول المثل اليمني.

سينتهي كل هذا، حروب، طغاة، جماعات، وتدخلات، وستبقون أنتم. من فضلتم البناء على الهدم، والتعليم على الجهالة، والحياة على الموت. لذلك، وكما عهدناكم إلى جانبنا، وعهدنا أنفسنا منحازين لكم، نرى في كل المناسبات من أعياد دينية ووطنية، مناسبة للتذكير بأنكم أنتم المنجز في كل هذا؛ الوطن حين تخلى عنه المتشدقون، والمواطنون في أوقات التخندق والتحيزات الضيقة، والفرحة حين حاولت آلات الدمار أن تغرق البلد في مستنقعاتها.

يطيب لنا في مواطنة لحقوق الإنسان، أن نرفع لكم التهنئة، بعيد الفطر المبارك. على أمل أن يأتي اليوم الذي، نرى فيه هذا البلد منعتقًا بشكل كامل، من أوهام القوة وحوار البنادق، لتفتح لكم الفرحة قلبها. كل عام وكل المدنيات والمدنيين اليمنيين بألف خير.