استمرار سقوط ضحايا مدنيين للهجمات الأمريكية-البريطانية في اليمن
قالت مواطنة لحقوق الإنسان، في بيان صادر عنها اليوم، إن ما لا يقل عن 5 مدنيين جُرحوا في أحدث هجمة أمريكية-بريطانية، استهدفت صباح الخميس 13 يونيو/ حزيران 2024، مرفقاً إدارياً مدنياً، يُستخدم كمبنى البث الإذاعي في محافظة ريمة، التي تبعد نحو 200 كم عن العاصمة صنعاء، والتي أضافت -منذ 11يناير/ كانون الثاني 2024- فصلاً جديداً إلى ملفٍ ثقيل من الانتهاكات التي تطال المدنيين اليمنيين طيلة ما يزيد عن تسع سنوات من الحرب، بالإضافة إلى ما يزيد عن عشرين عامًا سابقة لاندلاع الحرب الراهنة من عمليات الطائرات بدون طيار الأمريكية، والتي قتلت وجرحت مئات المدنيات والمدنيين في مختلف مناطق اليمن، والتي شُنت تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، في مقابل رفض الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بهم وجبر ضررهم حتى اليوم.
وقالت رضية المتوكل، رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان: "إن الضربات الأمريكية البريطانية التي تستهدف المدنيين اليمنيين والتي جاءت لمواجهه ضربات الحوثيين في البحر الأحمر، لا تتسبب إلا بالمزيد من الأذى والموت لليمنيين، الذين يقعون ضحية لمثل هذه الهجمات التي تُشن بالمخالفة لقواعد القانون الإنساني الدولي".
وأضافت المتوكل: "لقد آن الأوان أن يُدرك العالم بأن المواطن اليمني لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة التي ما زالت تتسبب بها مختلف أطراف النزاع وداعميها الإقليميين والدوليين، وأن يدرك العالم بأن السلام في اليمن أصبح ضرورة حتمية لشعبٍ يعاني منذ ما يقارب عشر سنوات من الانتهاكات المروعة لحقوقه وحياته ومعيشته، في واحدة من أكبر الأزمات لإنسانية في العالم! لقد أن الأوان لتتوقف كافة الأطراف المنخرطة في النزاع في اليمن عن إلحاق المزيد من الأذى بملايين المدنيات والمدنيات اليمنيين، ويجب على تحالف أمريكا وبريطانيا أن يتوقف عن الهروب من التزامات ومسؤوليات وقف حرب غزة، إلى فتح حرب جديدة في اليمن".
ومنذ 11يناير/ كانون الثاني 2024، شنت القوات العسكرية الأمريكية-البريطانية، عشرات الهجمات، استهدفت ما يزيد عن 170 موقعاً، في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في إطار ما سُمي بعملية "حارس الرخاء"، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، رداً على سلسلة الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله (الحوثيين) على السُفن المُرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، كردٍ على الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة ونطاق واسع من الأراضي الفلسطينية المُحتلة، عقب هجوم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على المستوطنات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة شمال القطاع الفلسطيني المُحاصر منذ ما يزيد عن 15 عاماً، والتي قتلت ما يزيد عن 35000 فلسطيني، منهم نحو 15،286 طفلًا فلسطينياً، وما يزيد عن 130 صحفيًا، في حين جرحت نحو 70000 فلسطيني، بينهم نحو 6828 طفلًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى تدمير الأغلب الأعم من الأعيان المدنية الفلسطينية في قطاع غزة، بما في ذلك المستشفيات، والمرافق الطبية، والمدارس، ومقرات وسائل الإعلام، ودور العبادة، والمباني السكنية، والملاجئ، ومخيمات النزوح، ومقرات المنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى الهجمات الإسرائيلية على طواقم العمل الإنساني والإغاثي والطبي، وعربات نقل المساعدات والسلع الأساسية، ومرافق البنية التحتية المدنية، وتورطها بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، وحماية السلطات الإسرائيلية لممارسات المستوطنين العنيفة ضد الفلسطينيين على نطاق واسع من مناطق الضفة الغربية والجليل، واستيلائها على مساحات واسعة من أراضي ومزارع الفلسطينيين، واحتجازها تعسفيًا لآلاف الفلسطينيين، واستخدامها للتعذيب، وضروب المعاملة اللاإنسانية والمهينة، بحق الآلاف منهم، في إطار أنماط من الانتهاكات الممنهجة الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا عن موطنهم، ودمَّرت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 416 منشأة تعليمية، منها 103 دُمرت كلياً، و313 دُمرت جزئياً، وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تضرر نحو 25 مستشفى، في حين أخرجت نحو 33 مستشفى عن الخدمة، ودمرت 126 سيارة إسعاف، طبقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وقد عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والمواد الأساسية، التي لا غنى للسكان المدنيين عنها للبقاء على قيد الحياة، بمن فيهم مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين، في إطار استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح حرب، وفقًا لـ هيومن رايتس ووتش، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية المُحتلة.
وفي وقتٍ سابق، وثقت مواطنة لحقوق الإنسان، هجمة أمريكية-بريطانية، استهدفت موقعاً لمحطات شبكات الاتصالات التابعة لشركات الاتصالات اليمنية التجارية، أعلى جبل قرية الصيادة، عزلة الأقحوز مديرية مقبنة، محافظة تعز، يوم الأحد 25 فبراير/ شباط 2024، عند قرابة الساعة 12:00 مساءً، أدت إلى مقتل مدني واحد، وجرح ستة مدنيين آخرين، أثناء احتفالهم بالشعبانية (مناسبة دينية)، وأسعف السكان ضحايا الهجمة إلى مستشفى البرح الريفي، ثم إلى مستشفيات إب وصنعاء.
كما وثقت مواطنة، هجمة شنتها طائرة مسيرة، يُرجح أنها أمريكية-بريطانية، استهدفت يوم الخميس 29 فبراير/ شباط 2024، عند قرابة الساعة 5:00 مسا ًء، 11 صياداً يمنياً، خلال تواجدهم مع قواربهم، في موقع سفينة الشحن البريطانية "روبيمار"، على بُعد 30 كم إلى الشمال الغربي من مدينة المخاء- محافظة تعز، عرض البحر الأحمر، والتي تم استهدافها سابقاً من قِبَل جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وأدى ذلك الهجوم إلى مقتل مدنيين إثنين، وجرح اثنين آخرين، وغرق أحد القوارب.
وفي يوم السبت، 30 مارس/ آذار 2024، عند قرابة الساعة 08:00 صباحاً، استهدفت هجمة أمريكية-بريطانية، مزرعة صغيرة في قرية النصرية، عزلة المعرص، مديرية الزهرة، محافظة الحديدة، شمال غرب اليمن، أسفرت عن إصابة طفل واحد؛ فقد السمع جزئياً، عندما كان يقوم بجمع الأعلاف، في حين أسفرت الهجمة عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين الحوثيين، اللذين كانوا يتواجدون على بُعد نحو 100 متر جنوب المزرعة.
وفي يوم الاثنين، 8 أبريل/ نيسان 2024، عند قرابة الساعة 02:30 مساءً، استهدفت هجمة أمريكية-بريطانية، مصنعاً للطوب في قرية منظر، مديرية الحوك، محافظة الحديدة، أسفرت عن إصابة مدني واحد، انتشل من بين الأنقاض، وتم إسعافه على متن دراجة نارية، إلى مستشفى الثورة في مدينة الحديدة.
وفي 30 مايو/ آيار 2024، استهدفت هجمات أمريكية-بريطانية، مبنى خفر السواحل في ميناء الصليف، ومبنى البث الإذاعي في مديرية الحوك، وموقعاً في الدريهمي، جنوبي مدينة الحديدة، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 16 مدنياً، وجرح ما لا يقل عن 35 آخرين، جميعهم مدنيون.
وغالباً ما تلي هذه الهجمات، تصريحات بعدد الأهداف العسكرية التي استهدفتها الضربات الجوية الامريكية-البريطانية في عدد من مناطق اليمن، إلا أنها دائما ما تتجاهل المدنيين الذي وقعوا ضحايا لهذه الضربات بالإضافة إلى الإضرار بأعيان مدنية، استمراراً لسياسيةٍ طويلة من التجاهل الأمريكي المُشين للضحايا المدنيين اليمنيين، من بينهم مئات الضحايا المدنيين لعمليات الطائرات بدون الطيار على امتداد ما يزيد على عشرين عاماً، وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين لعمليات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا طيلة ما يقارب تسع سنوات من الحرب، التي تسببت بافتعال واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في اليمن على مستوى العالم، حسب توصيف الأمم المتحدة.