المهنيون المدنيون أثناء النزاعات المسلحة، كيف تحافظ على سلامتك وسط الحرب؟

إن تمكُّن الصحافيين والإعلاميين والعاملين في مجال الإغاثة من أداء مهامهم، وبما يحفظُ سلامتهم وأمنهم، هي مسألةٌ تتطلب التدقيق. صحيحٌ أن طبيعة هذه الأعمال في ظروف الحرب، تنطوي على قدر من المخاطر؛ إلا أنها تستلزم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الخاصة بالسلامة.

December 19, 2018
صورة من مجلس حقوق الإنسان، جنيف (مواطنة لحقوق الإنسان)
صورة من مجلس حقوق الإنسان، جنيف (مواطنة لحقوق الإنسان)

19 كانون الأول/ديسمبر 2018

تنطوي الحروب والنزاعات المسلحة، أياً كانت طبيعتها، ومكانها وزمانها، على تعقيدات متعددة الأوجه والمستويات، وليست كلها على صلة بسير العمليات العسكرية، ووضعية الأطراف المتنازعة، فقط. وسط هذه الظروف، تشكل التحديات التي تواجه العمل الصحفي والإعلامي المستقل، والعمل الإغاثي والإنساني، جزءاً بالغ الأهمية من هذه التعقيدات.

من زاوية، لا تخلو أي حرب أو نزاع مسلح من الحاجة إلى تغطية إعلامية (مُستقلة) تحافظ على تدفق المعلومات وانسيابها إلى الجمهور، بما يُمكِّن الناس عموماً من معرفة ما يلزمهم معرفته عن مجريات الحرب وحالة السلامة العامة، الحركة، طرق الإمدادات الإغاثية. كما يحتاج السكان في مناطق النزاع المسلّح لهكذا تدفق للمعلومات الصحيحة للبقاء على اطلاع  بالعمليات العسكرية التي تستهدف مواقع معينة على المدنيين تجنبها، وحالة النزوح من مناطق منكوبة إلى مناطق أخرى أكثر أمناً، وغير ذلك من الأمور المهمة. ولا ينقطع الدور الاستثنائي الذي تلعبه المنظمات والفرق الإغاثية والعاملة في المجال الإنساني؛ عن توفير جملة هامة من الاحتياجات للسكان المدنيين في مناطق النزاع؛ احتياجات ليس أقلها الغذاء والدواء والأدوية والعلاج، وغيرها من الخدمات العاجلة التي يحتاجها المدنيون.

ومن زاوية أخرى، فإن تمكُّن الصحافيين والإعلاميين والعاملين في مجال الإغاثة من أداء مهامهم، وبما يحفظُ سلامتهم وأمنهم، هي مسألةٌ أخرى تتطلب التدقيق.

صحيحٌ أن طبيعة هذه الأعمال في ظروف الحرب، وأحياناً في الظروف الاعتيادية، تنطوي على قدر من المخاطر؛ إلا أنها تستلزم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الخاصة بالسلامة والأمان، وبما من شأنه تقليل هامش المخاطر الى أضيق الحدود. ويمكن في هذا الإطار استذكار المقولة المأثورة التي تستحق أن يتوقف عندها المهنيون المدنيون في هذه المجالات وسط الحرب مراراً:

“لا توجد قط القضية التي تستحق أن تموت من أجلها، هناك الكثير من القضايا التي تستحق أن تحيا من أجلها “

ويطرح العدد الكبير من الصحفيين والناشطين والعاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا أو أصيبوا خلال الثلاث السنوات الماضية من عمر الحرب في مختلف المناطق اليمنية، حقيقةً صادمةً لحجم الخسائر البشرية التي مُنيَ بها مجتمع الباحثيين والإعلاميين والصحفيين والعاملين الإغاثيين خلال العمل في أتون النزاع المسلح. ترسم هذه الخسائر صورةً مأساوية لقطاعات أعمال مهنية يقوم جوهرهاعلى الإسهام في تقليل عدد الضحايا ونقل الحقيقة، وليس أبداً توسيع هامش وعدد ضحايا الحرب.

  1. الصحفيون والإعلاميون، ومن ضمنهم المُراسلون على خطوط الميدان ومصورو التلفزيون، ومصورو الفوتوغراف، والعاملون التقنيون بكافة أنواعهم؛ عليهم تجنب التالي:
  2. الانخراط في أي عمل يُساهمُ في العمل الحربي، بما في ذلك الوظائف المساعدة؛ التغذية، إيصال الغذاء، التوجيه والتعبئة.
  3. استخدام وسائل نقل عسكرية تابعة لأحد أطراف الحرب.
  4. الإقامة في ثكنات عسكرية تابعة لأحد أطراف الحرب.
  5. التحرك ضمن مجموعة حربية مقاتلة.
  6. المُراسلون الحربيون التابعون للفصائل المسلحة أو للجيوش المتقاتلة هم في حكم العسكريين ولا تنطبق عليهم صفة المدنيين.
  7. عاملو الإغاثة والعاملون الإنسانيون، عليهم مراعاة التالي:
  8. ضمن فرق منظماتهم ومؤسساتهم الإغاثية وليس ضمن تشكيلات تابعة لأي تنظيمات مسلحة أو جيوش.
  9. الظهور بمظهر الحياد المطلق والتام في جميع الأحوال وفي كافة المناطق التي ينشطون في تقديم العون للسكان فيها.
  10. عدم تقديم العون والإغاثة وما يترافق معها بشكل مشروط من قبل أي جهة مُتحاربة أو تنفيذ تعليمات صادرة من أي من الجهات المتحاربة.
  11. العاملون في/ المدافعون عن حقوق الإنسان والباحثون، عليهم الالتزام في العمل بالتالي:
  • العمل بمفردهم دون مرافقة أفراد من تنظيمات مسلحة أو جيوش.
  • التنقل بمركبات مدنية وعدم استخدام مركبات عسكرية.
  • الابتعاد عن خطوط التماس وتجمعات المقاتلين.
  • عدم حمل أي نوع من أنواع الأسلحة وعدم إرتداء أي ملابس قد تخص جيوش أو جماعات مسلحة معينة من أجل عدم المخاطرة بهوية خاطئة.
  • عدم المشاركة في العمليات القتالية لأي طرف من الأطراف بما في ذلك تقديم الدعم اللوجستي أو حشد الموارد أو نقل رسائل عسكرية.

وهناك مستوى آخر يتعلق بسلامة للمهنيين المدنيين وهي مسؤولية الجهات والمؤسسات الإعلامية والإغاثية عن سلامة العاملين الميدانيين فيها. ومن أبرز الإجراءات التي يُمكن لهذه المؤسسات اتخاذها:

  • عقد تدريبات السلامة اللازمة لتأهيل العاملين الميدانيين للعمل في ظروف الحرب.
  • وجود إجراءات سلامة فاعلة وواضحة ومحددة (قبل وأثناء وبعد) المهمة.
  • التحقق من سلامة العاملين وملاءمة قدراتهم المختلفة للمهمة.
  • وجود تأمين مخاطر فعال قادر على الاستجابة لأي طارئ.
  • التحقق الدوري من التزام العاملين بإرشادات السلامة والأمان واستيعابهم لها.
  • توفير مستلزمات السلامة من ملابس خاصة وغيرها.
  • توفير شارة الجهة وأي مستلزمات أخرى تساهم في إثبات هوية العامل بصرياً من مسافة كافية.
  • التقييم الدوري لنظم السلامة والأمان للتأكد من كفاءتها وصلاحيتها وملاءمتها للواقع الذي ينشط فيه العامل.
  • التأكيد المتواصل على أولوية سلامة الفريق على أي أمر آخر.
  • التوجيه الصارم بعدم التحرك في مرمى النيران ووسط الاشتباكات.
  • التحقق الدوري أن لدى العاملين الميدانيين دراية كافية بقواعد الاشتباك بحسب متطلبات “القانون الدولي الإنساني”، ومعرفة الأهداف المشروعة وتمييزها عن الأهداف غير المشروعة.
  • التحقق الدوري أن لدى العاملين الميدانيين المعرفة الكافية بأهمية الحفاظ على الصفة المدنية للعاملين الميدانيين في المجالات المدنية.