
من "مواطنة" إلى كل اليمنيات واليمنيين
لكل مكافحٍ يستل ابتسامته من جُبّ الألم الطافح بهموم المعاش والأماني التي لم تكتمل.
لكل أمٍ تقنع أطفالها أن العيد "عيد العافية".
لكل مختفٍ تلاشى أثره في غيهب المجهول، وأبقى لأهله صورةً على الحائط، وكثيرًا من الذكريات، وأملًا بعودةٍ لم تأتِ بعد.
لكل محتجزٍ بلا ذنب ولا تهمة، يدافع عبراته خلف جدران المعتقل؛ يسمع تكبيرة العيد وصوت المآذن، ولا صريخ لأنين استغاثاته.
لكل مغترب جافى الديار باحثًا عن كسبٍ حلال، بعَرَق الجبين وكدِّ اليمين.
لكل مبتعثٍ يراوده الحنين إلى خبز الدار، وعناق الأضياف، وصحن السكاكر، وضحكة صبيةٍ ستكون أمًا لأبنائه ذات عودة.
لكل منفيٍّ أزرى به الدهر، فشق عليه الغياب في بلد الأغراب.
لكل مشرّدٍ على ناصية الحي يتصفح الوجوه ولا يجد سوى الرصيف أنيسًا ومضجعًا ومُتَّكأً.
لكم جميعًا، ولنا، وللبلاد وأهلها.
عيدٌ أملٌ ومحبة، ومن العايدين.