لم يستوصوا بالنساء خيرًا
إيمان محمد يحيى البشيري (36 سنة)، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال. تعرَّضت إيمان في يوم الاثنين 4 فبراير/ شباط 2019 للاختفاء القسري لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وسط تجاهلٍ تام لكونها امرأة في مجتمع قبلي محافظ.
بينما كانت تخرج من منزلها لإلقاء القمامة، توقفت بجانبها سيارة تحتوي على رجال بملابس مدنية ونساء، استفسروا منها عن موقع وزارة التربية والتعليم. بعد إرشادهم، شعرت بوخزة في ذراعها، وفقدت وعيها، ولم يعرف أهلها مكانها.
والسيدة حبيبة (والدة الضحية)، حاولت العثور على إيمان بعد اختفائها، لكن محاولاتها باءت بالفشل رغم تقديم بلاغات للشرطة والجهات المعنية. بعد ستة أشهر من الاختفاء، تلقت الأسرة مكالمة من رقم مجهول، وكانت إيمان هي المتحدثة، أخبرتهم بأنها محتجزة لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وأنهم لا يجب أن يتخلوا عنها. عاد الأمل للأسرة لسماع صوت ابنتهم، لكنها لم تفصح عن مكان احتجازها.
عادت إيمان إلى منزلها في أحد أيام ديسمبر/ كانون الأول 2019م، وهي في حالة يرثى لها؛ كانت هزيلة، ومحلوقة الشعر، وعليها آثار تعذيب واضحة. لم تستطع المشي إلا حبواً، وامتنعت عن الحديث عما حدث لها بالتفصيل. بعد الإفراج عنها، بدأت تستعيد صحتها تدريجيًا.
لكن المأساة لم تنتهِ هنا، ففي 29 يونيو/ حزيران 2020م، اختفت إيمان مجددًا بعد أن خرجت لشراء طعام؛ لم تعد إلى المنزل، ومنذ ذلك الحين لم تسمع عائلتها عنها شيئًا.
والدة إيمان، التي كانت تعاني من مرض السرطان وتدهورت حالتها الصحية بسبب حزنها، لم تتوقف عن البحث عن ابنتها، لكنها لم تجد أي إجابة.
اليوم، لا تزال الأسرة تبحث عن إيمان، التي اختفت للمرة الثانية، في ظل تجاهل تام من الجهة المسؤولة، وفوق ذلك يعاني أفراد أسرتها من قسوة الحياة، ولا يعرفون كيف يستمرون في البحث عن ابنتهم أو توفير احتياجاتهم الأساسية، في ظل الظروف القاسية التي يمرون بها.
مصير إيمان لا يزال مجهولاً، والطرق تضيق أمام عائلتها يوماً بعد آخر، دون أي بادرة أمل لمعرفة مصيرها وما حدث لها.
يتوجب على جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الكشف عن مصير جميع المختفيين قسراً ، وإنهاء جريمة الاختفاء القسري التي لا زالت تطال أسر وأحبه الضحايا ، والإفراج عنهم ، وجبر ضررهم وإنصافهم، وإنهاء جرائم الاختفاء القسري الأخرى في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.