رئيسة منظمة مواطنة رضية المتوكل: "يشرفنا في منظمة مواطنة أن تقدر جائزة بالدوين عملنا. ستسلّط هذه الجائزة الضوء على المأساة الحقيقية في اليمن، كما أنها تُشكّل حافزاً إضافياً لنا لنروي قصص ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان اليمنيين.
واشنطن العاصمة: أعلنت منظمة حقوق الإنسان أولاً (Human Rights First) أنها ستمنح جائزة وسام روجر ن. بالدوين للحرية للعام 2018، إلى منظمة مواطَنة لحقوق الإنسان (Mwatana Organization for Human Rights). وبالإضافة لجائزة وسام الحرية، سيتم تكريم المنظمة اليمنية بجائزة نقدية تبلغ قيمتها (30,000 دولار)، ورحلة مناصرة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى الولايات المتحدة، وذلك خلال حفل يُرتقب تنظيمه في فصل الخريف القادم.
“مواطنة” لحقوق الإنسان، منظمة يمنية مستقلة معنية بحقوق الإنسان، تقوم بإجراء تحقيقات ميدانية للوصول إلى روايات وبيانات موضوعية حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، وتوفر الدعم القانوني لمساعدة الضحايا.
وسبّب الصراع المتعدد الأطراف في اليمن، والذي لا يزال مستمراً بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة. واليوم، يواجه الملايين من اليمنيين خطر المجاعة، فيما يعتمد أكثر من 22 مليون رجل وامرأة وطفل، على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.
وتوثق منظمة مواطنة الانتهاكات المرتكبة من قبل جميع الأطراف المتنازعة في اليمن؛ سواء كانت من قبل قوات الحكومة اليمنية، وقوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، أو من قبل المتمردين الحوثيين الذين يحصلون على دعم من إيران. وقد وثقت تقارير “مواطنة” وقوع غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف بقيادة السعودية والإمارات على مواقع مدنية. كما وثّقت استخدام الحوثيين للألغام الأرضية والقصف العشوائي، إضافة لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء من قبل القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية.
وركّزت المنظمة بحثها ودعمها القانوني على حالات الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب، التي ترتكبها جميع أطراف النزاع. وقد تعرض كل من رئيسة المنظمة رضية المتوكل والمدير التنفيذي عبدالرشيد الفقيه، للاعتقال والهجمات والمضايقات من قبل الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية والإمارات، كرد على تقارير المنظمة الواقعية.
وقالت رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، رضية المتوكل: “يشرفنا في منظمة مواطنة أن تقدر جائزة بالدوين عملنا. ستسلّط هذه الجائزة الضوء على المأساة الحقيقية في اليمن، كما أنها تُشكّل حافزاً إضافياً لنا لنروي قصص ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان اليمنيين، وتمكّننا من الاستمرار في ممارسة الضغط من أجل المساءلة والعدالة”.
وقد تم الاعتراف بعمل مواطنة في العام المنصرم، عندما أطلعت رضية المتوكل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الوضع في اليمن، وأصبحت بذلك أول ممثلة عن المجتمع المدني اليمني تخاطب المجلس.
بموجب حظر السفر المفروض من قبل إدارة الرئيس ترامب، الذي يؤثر على جميع المسافرين تقريبًا القادمين من خمس دول ذات أغلبية مسلمة، بالإضافة إلى كوريا الشمالية وفنزويلا، يُحظر على كل من رضية المتوكل وعبدالرشيد الفقيه، بصفتهما مواطنين يمنيين، السفر إلى الولايات المتحدة. ونظراً لهذا الحظر المفروض على السفر، من غير الواضح في الوقت الحالي ما إذا ستكون رئيسة منظمة مواطنة ومديرها التنفيذي، قادرين على السفر إلى الولايات المتحدة لحضور حفل التكريم الذي ستسلّم فيه جائزة بالدوين.
وقال نائب الرئيس الأول للسياسة في منظمة حقوق الإنسان أولاً، روب بيرشينسكي (Rob Berschinski)، الذي يرأس لجنة تحكيم جائزة بالدوين للعام 2018، إن “الحرب في اليمن تفاقم كارثةً إنسانيةً لا يُسبر غورها بالفعل. كل أطراف هذا النزاع ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاكات شنيعة للقانون الإنساني الدولي. العالم يعرف هذه الأمور بسبب التقارير الشجاعة التي أصدرها أفراد مثل رضيّة المتوكل وعبدالرشيد الفقيه، والموظفين العاملين معهما في منظمة مواطنة لحقوق الإنسان”.
وأضاف بيرشينسكي: “تجسد رضيّة وعبدالرشيد أفضل معنى لمدافعٍ عن حقوق الإنسان. وفي ظل حظر السفر المفروض من قبل إدارة الرئيس ترامب، قد يتم منع هذين الناشطين الشجاعين من الدخول إلى الولايات المتحدة، ما يُشكل مهزلة من الدرجة الأولى”.
تمت تسمية وسام بالدوين للحرية تكريماً لروجر بالدوين، المؤسس الرئيسي لكل من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) والرابطة الدولية لحقوق الإنسان. ويتم تقديم هذا الوسام، الذي تأسس في العام 1989، في سنوات متناوبة من قبل منظمة حقوق الإنسان أولاً؛ حيث تمنح المنظمة هذا الوسام إلى المدافعين عن حقوق الإنسان الدوليين، والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الذي يمنحه للمدافعين عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.
وتألفت لجنة تحكيم جائزة بالدوين للعام 2018، من ناشطين بارزين وأعضاء في المجالين القانوني والتجاري، بمن في ذلك هالة الدوسري (Hala Aldosari)، باحثة وناشطة في مجال صحة المرأة، جامعة هارفارد؛ روب بيرشينسكي (Rob Berschinski)، نائب الرئيس الأول للسياسة في منظمة حقوق الإنسان أولاً ورئيس لجنة التحكيم؛ ديانا دانيالز (Diana Daniels)، نائب الرئيس السابق والمستشار العام لشركة واشنطن بوست؛ فيفيان آيزنبرغ (Viviane Eisenberg)، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية، قناة إتش. بي. أو (HBO)؛ إميلي مارتينيز (Emily Martinez)، مديرة مبادرة حقوق الإنسان في مؤسسات المجتمع المفتوح؛ غاي ماكدوغال (Gay McDougall)، نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، والباحث المقيم المتميز بمركز لايتنر للقانون الدولي والعدالة، كلية القانون في جامعة فوردهام؛ ستان شومان (Stan Shuman)، كبير المستشارين في ألين وشركاه ذ.م.م؛ وفانيسا تاكر (VanessaTucker)، نائب الرئيس للبحوث والتحليل في دار الحرية.