"عتاب".. ضحية لغم مهاجر
عند قرابة الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء 19 يونيو/ حزيران 2019، كانت الطفلة عتاب صالح أحمد سعيد (12 سنة)، برفقة طفلة أخرى ترعيان الأغنام في أرضهم الزراعية بمنطقة "الخرجة"، التابعة لمديرية طور الباحة – محافظة لحج، توجهت "عتاب" إلى وسط الحقل الزراعي لجلب بعض الحشائش للأغنام، بينما بقيتْ الطفلةُ الأخرى التي ترافقها جوار الأغنام.
أثناء ذلك، عثرتْ الصغيرة "عتاب" على جسم غريب وسط الحقل، فأخذته دون أن تعرف أنه جسمٌ متفجر من مخلفات الحرب التي جرفتها السيول معها إلى الحقل؛ حاولتْ عتاب إخراج ذلك الجسم المنغرس في التراب، وبينما هي كذلك، انفجر متسببًا في مصرعها في الحال، حيث اخترقت الشظايا ووجهها وبطنها وصدرها وبترتْ أطرافها العلوية.
نجيب أحمد (49 سنة)، وهو عم الطفلة عتاب، قال: "قبل هذه الواقعة بأيام قليلة تدفقت مياه السيول التي تأتي من مناطق التماس في جبال حيفان الملوثة بالألغام، إلى الوادي الذي تقع فيه أرضنا الزراعية التي حدثت فيها الواقعة، وجرفت معها ذلك اللغم الذي أدى إلى مقتل عتاب".
يتابع عم الضحية: "بعد الواقعة بلحظات توجهت إلى مكان الواقعة فوجدت الطفلة عتاب قد فارقت الحياة، وكانت الشظايا قد مزقت جسدها، بالإضافة الى احتراق ملابسها التي كانت ترتديها، قمت بتغطية جسدها وكانت الطفلة في مشهد مؤلم أثر بي نفسيًّا، كما كانت تلك الواقعة صدمة بالنسبة لي ولجميع العائلة".
كانت تلك الواقعة مأساةً حقيقة بالنسبة لسكان المنطقة؛ أثرت بهم وهزّت مشاعرهم في آن، حاليًا مع تكرار جرف السيول للألغام والأجسام المتفجرة التي تستقر في المراعي والمزارع، أصبح السكان مهددون من تلك الألغام التي لا يعرفون عددها أو أماكن وجودها، أو ضحيتها القادمة.
تطالب مواطنة لحقوق الإنسان كافة أطراف النزاع بالتوقف الفوري عن زراعة الألغام بمختلف أشكالها، والبدء في خطوات جادة لتطهير الأماكن الملوثة بالألغام والأجسام المتفجرة بما فيها المناطق التي شهدت هجرة للألغام بفعل السيول للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، وتطالب المجتمع الدولي بتشكيل آلية تحقيق دولية ذات طابع جنائي تضمن محاسبة المُنتهِكين ومساءلتهم، والانصاف للضحايا.