وطالبت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان جماعة أنصار الله بتسليم المتهم إلى القضاء والكف عن تكريس سياسة الإفلات من العقاب باستخدام السلطة الفعلية المفروضة بقوة السلاح ..
قالت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن مسلح من جماعة أنصار الله “الحوثيون” أقدم يوم الجمعة 10 أكتوبر 2014 ما بين الساعة الواحدة والنصف والثانية ظهراً على قتل ( وضاح أحمد علي الهتاري 35 سنه ) بالقرب من مقر عمله (صيدلية دار الدواء ) أمام المستشفى الجمهوري بشارع الزبيري وسط صنعاء .
وطالبت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان النائب العام بفتح تحقيق فوري في الحادثة وملاحقة الجناة وحماية حق ذوي الضحية في الانتصاف والتقاضي أمام القضاء الطبيعي بعيداً عن أي ضغوطات وإكراهات من أي نوع .
قالت والدة وضاح -آسيا محمد علي ( 55 سنه )- لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن ضغوطاً مورست عليها لتوقيع تنازل عن قضية مقتل نجلها ، وأن وسطاء من قبل جماعة الحوثي أبلغوها أن جثمان نجلها سيبقى في ثلاجة المستشفى لسنوات إذا لم توقع التنازل ، قالت آسيا : وقعت حرصاً على إكرام جثمان ابني ودفنه ، لكنني كنت مضطرة ولا يمكنني أن أتخلى عن دم ابني ، لن ولم أتسلم دية مقابل دمه.
وقالت رضية المتوكل رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن على قيادة جماعة أنصار الله (الحوثيون)، تحمل مسؤوليتها تجاه الانتهاكات التي ترتكبها عناصرها المسلحة ، والقيام بتسليم الجناة لأدوات العدالة الطبيعية بدلاً من مضاعفة الانتهاك على ذوي الضحية من خلال ممارسة الضغوط عليهم ، وأن التستر على الجناة وحمايتهم سلوك خطير يزيد من انتهاكات العناصر المسلحة لحياة المواطنين العُزل وحقوقهم”.
وقال شهود لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن أربعة مسلحين من جماعة أنصار الله جاءوا إلى صيدلية دار الدواء التي يعمل فيها وضاح حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 10 أكتوبر 2014 وسألوا عنه ، وقالوا أنهم يشتبهون بانتمائه للقاعدة بسبب لحيته الطويلة ، قال أحد زملاء وضاح في الصيدلية للمنظمة أكدنا للمسلحين أن وضاح لا صلة له بأي تنظيم أو طرف ، وأنه يعمل في الصيدلية منذ 13 سنة ، وأنه شخص مسالم ويعرفه الجميع في الشارع ، بعدها غادر المسلحون الصيدلية .
وقال أربعة شهود لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان أنه ما بين الساعة الواحدة والنصف إلى الثانية ظهراً كان وضاح الهتار عائداً من أحد المطاعم بعد أن تناول وجبة الغداء ، وأن مسلح من جماعة أنصار الله استوقفه ثم أطلق عليه النار من سلاحه الكلاشينكوف بينما كان هناك نحو خمسة مسلحين ينتظرون المسلح في إحدى السيارات التابعة لجماعة أنصار الله .
أحد الشهود قال لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان” شاهدت مسلح من جماعة الحوثي يتحدث إلى وضاح الهتاري على الشارع بالقرب من صيدلية دار الدواء ، كنت وقتها أجلس على الكرسي بالداخل ، فجاة سمعت صوت رصاصة واحدة ، ذهبت مهرولاً وإذا بي أرى وضاح وقد سقط على الأرض مضرجاً بدمائه ، لقد اخترقت الرصاصة أعلى الصدر من الجهة اليمنى وخرجت من ظهره ، قال الشاهد للمنظمة سألت المسلح وكان هناك مسلحون آخرون من جماعة أنصار الله يتواجدون في المكان : لماذا قتلت هذا البريء ؟ لكنه هددني وقال لي ان هذا الشخص من تنظيم القاعدة “.
وقال شاهد آخر للمنظمة عندما استوقف المسلح وضاح ، بادر وضاح بفتح أزرار قميصه قائلاً ليس لدي سلاحاً ، فقام المسلح على الفور بإطلاق النار على وضاح ، ثم منعنا المسلح أن ننقله إلى المستشفى الجمهوري الذي يبعد فقط بضعة أمتار عن مكان الحادث وظل ينزف حتى مات ، وقال أحد الشهود أن جثمان وضاح أودع ثلاجة المستشفى الجمهوري وأن المسلحين الحوثيين سمحوا بنقله بعد أن كان قد فارق الحياة .
وأكدت مصادر طبية في المستشفى الجمهوري لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان وصول جثمان وضاح الهتاري إلى ثلاجة المستشفى ما بين الساعة الثانية والثانية والنصف ظهراً يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2014 وبقي في المستشفى حتى صباح يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 .
وقال مصدر أمني للمنظمة أن مسلحي جماعة أنصار الله قاموا بتهريب المسلح الذي أطلق النار على الهتاري إلى وجهة مجهولة .
وطالبت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان جماعة أنصار الله بتسليم المتهم إلى القضاء والكف عن تكريس سياسة الإفلات من العقاب باستخدام السلطة الفعلية المفروضة بقوة السلاح .
وشيع جثمان وضاح الهتاري إلى مثواه الأخير في مقبرة النجيمات يوم الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر 2014م بعد توقيع التنازل بتاريخ 12 أكتوبر 2014 م .